تكاثرت وسائل النقل من كل الأحجام والأوزان العاملة بصورة دائمة على هذا الطريق الضيق وغير المزدوج، ومنها بشكل أساسي شاحنات الوزن الثقيل والمقطورات الكبيرة العاملة بمينائي سكيكدة وعنابة وعلى مستوى مصنع الإسمنت بحجار السود، وكذلك حافلات النقل العمومي الرابطة بين المدينتين وباقي ولايات الوطن من أقصاها إلي اقصاها، إضافة إلى سيارات الأجرة التي لا ينقطع وجودها على طول المسلك. وبعد أن كانت حركة المرور تعرف ازدحاما شديدا ما بين السادسة صباحا والسادسة مساء تحولت الي حركة لا تهدا حتي في الساعات المتأخرة من الليل ولا تفصل مركبة عن أخرى سوى بضعة أمتار وتتواجد بين كل سيارتين خفيفتين مقطورة طويلة الحجم، تنقل إما الحديد أومواد بناء مختلفة، ولا تتجاوز السرعة في مرتفعات الكنتور غالبا الثلاثين كلم في الساعة. وبعد أن كانت المسافة المحددة بثمانين كيلو متر بين سكيكدةوقسنطينة تتم بالسيارة في اقل من ساعة ونصف علي أبعد تقدير، تقطع حاليا بمعدل يومي لا يقل عن ثلاثة ساعات، وأحيانا تصل الي اربعة عندما يقع حادث مرور أو تتواجد اشغال كالتي تقوم بها المؤسسة الوطنية لأشغال الطريق عبر هذا الطريق ،كما حدث يوم الاثنين الماضي ببكيرة عندما توقفت حركة المرور كلية ووقع اختناق شامل في المرور بسبب وجود أشغال تزفيت لمقطع صغير من مدخل بكيرة أربك الحركة وأغلقها نهائيا إلى غاية عين بوزيان. لعنة الطريق السيار..؟! ويبدو أن الوضعية لن تعرف على الأمد القصير والمتوسط انفراجا حقيقا، بل ستزداد تعقيدا وصعوبة حتى أن بعض مرتادي الطريق غيروا وجهتهم نحو المرور بولاية ڤالمة للوصول إلى قسنطينة أو إلى الولايات الداخلية، لأن المشكل - حسب العارفين بالوضع - يكمن في الأشغال الجارية حاليا لإتمام مقطع صغير من الطريق السيار شرق - غرب بين قسنطينةوسكيكدة بطول أربعة كيلو متر من جهة سكيكدة وستة كيلو متر من جهة قسنطينة، والتي ما زالت متواصلة بالرغم من تأكيدات عمار غول قبل استبداله وبعه الوزير الذي تلاه في المنصب ايشعلي ثم الوزير الحالي، والذين أكدوا مجتمعين أن المقطع سيفتتح يوم خمسة جويلية رسميا أمام حركة المرور، ولكن الخامس من جويلية مر عليه شهر ونصف ولم يفتتح والأشغال ماتزال تسجل وتيرة بطيئة وتواجه عراقيل لم توجد لها حلول عملية لحد الساعة والإشكال يكمن - حسب العارفين بالمسار - الذي نهجته الأشغال في عدم اتخاذ الحزم اللازم مع الشركة اليابانية كوجال، التي تتملص في كل مرة وتفلت من نية وزارة الأشغال في وضعها أمام مسؤولياتها الحقيقية. الطريق السيار الذي أعلنت مناقصته الدولية في بداية سنة الفين وثمانية، وأسندت أشغاله في نفس السنة إلى الشركة اليابانية بعد مشاركة أربعين شركة دولية، كان من المفترض ان يتم في نهاية الفين واحد عشر. وبعملية حسابية بسيطة فإن الأشغال استهلكت سبعة سنوات في مقطع بين حدود ولايتي سكيكدةوقسنطينة لا تتعدى مسافته سبعين كيلو متر إلى غاية ولاية الطارف أي بمعدل عشرة كيلو متر في العام. وفي المقابل فإن حركة المرور عبر هذا الطريق ازدادت تعقيدا بترك الشاحنات ذات الوزن الثقيل والمقطورات تعمل في النهار بدلا من الليلو وقرار المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بوقف القطارات الناقلة للمسافرين عن العمل نهائيا بين قسنطينة وكل من سكيكدة وعنابةو باستثناء القطار الليلي الوحيد المتوجه إلى العاصمة في إجراء غريب وعجيب وغير مبرر تماما ولم تعمل وزارة النقل علي إلغائه إلى الآن. المسافرون والمواطنون يتساءلون باستمرار متي تنتهي هذه المأساة الحاصلة عبر الطريق الوطني رقم ثلاثة، الذي يعد الرئة الاقتصادية للبلاد، ومتى تتخذ الاجراءات الفعلية في إتمام مقطع الطريق السيار ووضع حد نهائي لهده الإشكاليات. أشغال تهيئة الطريق الوطني رقم 79 تخلف اختناقا مروريا بقسنطينة يشهد، منذ أول أمس، الطريق الوطني رقم 79 بقسنطينة شللا مروريا نتيجة الأشغال التي مست الطريق على مستوى المحور المحاذي لمديرية الجمارك، وكذا الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بحي زواغي سليمان، وهو الأمر الذي خلق اختناقا كبيرا في حركة المرور، خاصة أنه الطريق الوحيد الذي يسلكه المتوجهون من المدينة الجديدة علي منجلي وحي زواغي إلى وسط المدينة، الأشغال التي تتم على مستوى الطريق الوطني تندرج ضمن إعادة تهيئة الطريق الذي يعتبر محورا أساسيا. وقد تسببت هذه الاشغال في إعاقة حركة آلاف السيارات التي تمر يوميا على الطريق حيث وصل الاختناق وتعدى النفق المتواجد على مستوى حي زواغي. وقد أعرب العديد من المواطنين عن استيائهم الكبير من انطلاق الاشغال بالطريق الوطني في وضح النهار وفي توقيت الذروة، وهو ما أعاق الكثير من العمال للوصول الى أماكن بوسط مدينة قسنطينة، حيث استهجن مستعملو هذا الطريق كيفية برمجت كل المشاريع دفعة واحدة، حيث أضحى الدخول أو الخروج من وسط مدينة قسنطينة يستغرق أكثر من التنقل من ولاية إلى اخرى، حسب رأي بعض المواطنين.