مع بداية مباريات دوري المحترفين لكرة القدم السعودية، وقبل الجولة الرابعة تحديدا، طار 3 مدربين؛ أقيل مدرب الاتحاد خالد القروني بعد الخروج المر من بطولة الدوري الآسيوي، بمعنى أن الاستغناء عن المدرب السعودي لم يكن بسبب نتائج الدوري المحلي، وإنما بسبب خسارتين صاعقتين قاسيتين أمام العين الإماراتي، رغم أن وضع الفريق في دوري عبد اللطيف جميل، ممتاز، وقد حقق العلامة الكاملة بالفوز في الجولات ال3. أما اللافت للانتباه فهو استغناء نادي الرائد عن مدربه المقدوني كوستوف، واستغناء نادي التعاون عن مدربه الجزائري توفيق الروابح. المتنافسان التقليديان سيلتقيان في الجولة الرابعة من الدوري السعودي الساخن، ويا لها من مصادفة، يبعد الرائد مدربه، لأن الفريق لم يحقق نقطة واحدة في الجولات الثلاث، في حين أن منافسه التعاون حقق نقطة واحدة، والفريقان في الصف الأخير مع فرق الخليج، والشعلة، والفتح. صحيح أن النتائج كانت صادمة، وقد التقت رغبة الفريقين لأول مرة، وقررت كل إدارة الاستغناء عن المدرب مبكرا، والعجيب أن القرارين صدرا قبل ”الديربي” في مدينة بريدة، ربما خشية أن تزداد الأمور سوءا أمام المنافس التقليدي، ويتمنى كل فريق ألا يتدهور الوضع وتحدث الانتكاسة أمام الجار المنافس، ثم إن الاثنين يبحثان عن العلاج والتعويض من خلال مباراة ”الديربي” بينهما. بعيدا عن هذين القرارين، تعود القضية الموسمية ويتكرر السؤال الكبير: لماذا يكون المدرب شماعة الإخفاق؟! ترى أليس الوقت مبكرا؟ ولماذا نصدر حكما نهائيا ونلغي عقد المدرب إثر نتائج 3 مباريات فقط؟! المدرب الهولندي الكبير لويس فان غال الذي درب كل فرق العالم الكبيرة إلى أن وصل إلى محطة مانشستر يونايتد، لم ينجح في تحقيق الفوز في نفس عدد مباريات الرائد والتعاون، بل إن ”المان يونايتد” خرج من كأس إنجلترا بعد خسارة تاريخية أمام فريق من الدرجة الرابعة. هذا مانشستر يونايتد الذي تعود على الانتصارات والإنجازات على مدى ربع قرن في مرحلة فيرغسون. المدرب الكبير تأخر أو لم يكن مقتنعا بدعم صفوفه من الخارج، بيد أن الإخفاق المبكر جعله يستنجد ويتحرك على نحو عاجل، فجاء العملاق المدافع القوي بليند من هولندا، وجاء فالكاو، وسبقهما النجم الأرجنتيني دي ماريا، ويحتاج الفريق إلى مزيد من الدعم بسبب النقص العناصري في كل الصفوف. إدارات الأندية تتفادى الخوض في هذه المسألة.. لا تحاسب نفسها.. تتدخل بينما لا يعنيها.. تقصر في واجباتها.. تهتم بالأضواء وتطارد الإعلاميين، ثم تفاجئ الجميع بإقالة المدربين. أتحدث عن حالة متكررة، ولا أقصد ناديا بعينه، ثم إن مثل هذه القرارات صار متوقعا وعاديا ويمر مرور الكرام. بهذا الفكر.. واستمرار الضحك على العقول.. وسيطرة الفوضى؛ أتوقع مزيدا من أخبار الإقالات التي تطول المدربين!