برمجت منظمة الأغذية الزراعية “الفاو” مشروع إقليمي لإدخال زراعة حبوب ذي الأصل الأمريكي بالجزائر التي تحظى بمناخ يسمح بنمو المحصول بغية محاربة الجوع خاصة في شمال إفريقيا والشرق الأدنى، وهو البرنامج الذي سيشمل عدد من الدول الأخرى. أعلنت منظمة الأغذية والزراعة - الفاو، في بيان أمس، عن اطلاق مشروع إقليمي للدعم التقني لإدخال زراعة الكينوا واعتمادها والعمل على إنتاجها في الجزائر ومصر وإيران والعراق ولبنان وموريتانيا والسودان واليمن، إعتبارا لخصائصها الغذائية الفريدة من نوعها، وقدرتها على التكيف على طائفة واسعة من الظروف الزراعية - الإيكولوجية وخصوصا في المناطق الهامشية. وأشارت المنظمة إلى أنه “بناء على طلب من وزارة الزراعة اللبنانية، استجابت الفاو لتشمل لبنان مع البلدان الأخرى في المنطقة للاستفادة من هذا المشروع”. ويجري تنفيذ أنشطة المشروع مع مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة. ففي العام 2014، أقيمت الحقول التجريبية في صور، وتل عمارة وكفردان. وينظم اليوم الحقلي الأول للمزارعين في تل عمارة وكفردان في 10 أيلول 2014 على أن يليه ورشات عمل ودورات تدريبية وأيام حقلية أخرى للمزارعين، والمهندسين الزراعيين ومهندسي الإرشاد الزراعي وذلك على امتداد فترة تنفيذ المشروع. وذكر البيان أن الكينوا الذي يعود أصله إلى أمريكا الجنوبية، محصول حبوب مغذ لملايين السكان في جميع أنحاء جبال الأنديز، يمكنها أيضا أن تلعب دورا هاما في القضاء على الجوع وسوء التغذية والفقر في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى. الكينوا هي الغذاء النباتي الوحيد الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية والعناصر النادرة والفيتامينات مع قدرة أوسع على التكيف مع مختلف البيئات الإيكولوجية والمناخات. مع مقاومة استثنائية للجفاف ورداءة التربة والملوحة العالية، فإنه يمكن زراعتها بنجاح من مستوى سطح البحر إلى ارتفاع أربعة آلاف متر وبإمكانها أن تقاوم درجات حرارة تتراوح بين 8 و38 درجة مئوية. في حين يواجه العالم تحديا كبيرا لتعزيز إنتاج غذاء ذات نوعية جيدة لإطعام عدد متزايد من السكان في ظل تغير المناخ، يمكن أن توفر الكينوا مصدر أغذية بديلة للبلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي والتغذوي.