انطلقت، أمس، بولاية أدرار، فعاليات الطبعة الأولى من عيد التمور التي ترمي إلى ترقية وتثمين هذه الثروة الفلاحية الهامة التي تشتهر بها المنطقة. وتشكل هذه التظاهرة الفلاحية التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام فرصة لاطلاع الهيئات المعنية على الوضعية التي تمر بها شعبة التمور بهذه الولاية، وبحث سبل إيجاد آليات التوجيه ومرافقة المنتجين وضمان فرص ناجعة لتسويق هذا الإنتاج الزراعي الذي يعد من الخصوصيات الفلاحية الأساسية للمنطقة، كما أوضح المنظمون. ولعل من أبرز التحديات التي تواجه إنتاج التمور بولاية أدرار إشكالية التسويق التي أثرت بشكل مباشر على واقع التمور التي أصبحت تعاني كسادا نتيجة ضعف آليات التسويق، خاصة في صنف ”لحميرة” المعروفة محليا ب”تيلمسو” التي كانت تشكل عصب تجارة المقايضة في وقت سابق، مثلما أوضح منسق التظاهرة بوزيان محمد. وسيتم التركيز ضمن هذه الفعاليات على توجيه الإهتمام إلى آفاق الصناعات التحويلية التي تشكل هي الأخرى مجالا واعدا لاستحداث أنشطة مرافقة عديدة تمكن من اشتقاق منتجات مختلفة من هذه الشعبة، كما أضاف ذات المتحدث. وفي ذات السياق أشار مدير المصالح الفلاحية بالنيابة، بورحلة محمد، أن هذه الطبعة الأولى من عيد التمور من شأنها أن تساهم في ترقية شعبة التمور لتكون رافدا إقتصاديا، على غرار السنوات السابقة التي كانت تشكل فيها التمور دعامة أساسية لتجارة المقايضة مع دول الساحل الإفريقي. وأضاف ذات المسؤول أنه بالرغم من التحسن الملحوظ في إنتاج التمور بالولاية، إلا أن أكبر تحد تواجهه هذه الشعبة هو التسويق، خاصة أن الولاية تحصي أكثر من 300 صنف من التمور تضمن إنتاجا مستمرا طيلة ستة أشهر من السنة. وبدوره أكد والي أدرار، فواتيح مدني عبد الرحمن، أن فكرة تنظيم هذه التظاهرة كانت نتيجة الزيارات التفقدية لمختلف مناطق الولاية التي مكنت من معرفة ما تتوفر عليه من إمكانيات هامة في إنتاج التمور إلى جانب رصد انشغالات المنتجين، مشيرا إلى عزم الولاية على مرافقة مختلف الأطراف المعنية في سبيل ترقية هذه الشعبة من خلال العمل على إيجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على أصناف التمور لتسويقها وطنيا وخارجيا. ويقام في إطار هذه التظاهرة الفلاحية التي تحتضنها دار الثقافة لمدينة أدرار معرض يضم أكثر من 150 صنف من التمور التي تنتج عبر مختلف أقاليم الولاية، إلى جانب تخصيص أجنحة لمختلف المصالح الفلاحية تم فيها عرض إحصائيات و مطويات حول كيفية العناية بزراعة التخيل، فيما خصص جناح يبرز عينات من المنتجات المستخلصة من الصناعات التحويلية لهذه الشعبة. كما يتضمن البرنامج تنظيم ملتقى حول شعبة التمور الذي سينشطه خبراء وباحثون وأساتذة جامعيون يعالج عدة محاور تتعلق بالخصوص بالتقنيات الفلاحية في سقي النخيل والعوائق التي تواجه الفلاحة الصحراوية وسبل المحافظة على الثروة الجينية للتمور، إلى جانب الحماية الصحية النباتية للنخيل وتأثير ظروف التخزين بالتبريد على نوعية التمور. وبرمجت لجنة التظاهرة جولة ميدانية للمشاركين الذين يمثلون عدة هيئات وولايات من الوطن إلى بلدية طلمين التي تبعد 250 كلم شمال أدرار، قصد إطلاعهم على تجربة هذه المنطقة الواقعة بإقليم ڤورارة التي تعتبر قطبا جهويا في مجال إنتاج التمور عبر واحاتها الشاسعة.