نوه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، بموقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية، الثابت والدائم والداعم، غير المشروط منذ 1975، وأعرب عن امتنان الشعب الصحراوي لما يقدمه الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا ويقفون إلى جانبه في كفاحه العادل وفي مقدمتهم الجزائر العظيمة. أفاد عبد العزيز، أمس، لدى استقباله لوفد برلماني جزائري بمقر الرئاسة بمخيم الشهيد الحافظ، أن مشاركة البرلمان الجزائري بهذا الوفد للمجلس الوطني الصحراوي في الذكرى ال39 لتأسيس هذه الصرح، امتدادا طبيعيا لمواقف التضامن والتأييد الجزائري التي تتبناها كمبدأ راسخ إلى جانب كل الشعوب المكافحة من أجل الحرية وتقرير المصير في كل أنحاء العالم. وأوضح الرئيس الصحراوي أن هذا الموقف التقليدي تجاه القضية الصحراوية تبنته الجزائر منذ 1 نوفمبر 1954، من خلال دعم مختلف القضايا العادلة ودعم مبدأ تقرير مصير الشعوب المكافحة على غرار فلسطين، الفيتنام، المستعمرات البرتغالية في إفريقيا، وضد نظام الأبارتيد، وفي أسيا وأمريكا اللاتينية ، مبرزا أن الأممالمتحدة عالجت القضية الصحراوية مند الستينيات، وأكدت دائما على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال، ودعت من أجل تجسيد هذا المبدأ إلى تنظيم استفتاء حر وديمقراطي، مثلما عالجته محكمة العدل الدولية في 1975. وأضاف الأمين العام لجبهة البوليساريو أن الاتحاد الإفريقي عالج القضية الصحراوية منذ السبعينيات، وأكد على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واحترام مسألة الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو الموقف الذي أكده أيضا الاتحاد الأوروبي وبلدان عدم الانحياز، إلا أن الحكومة المغربية تنكرت لكل هذه القرارات والمواثيق، وقال إنه ”وقد خضنا كفاح مفروض علينا ضد المغرب بالبنادق 16 سنة، وأقنعنا الحكومة المغربية باستحالة الانتصار علينا، وفرضنا على المغرب التوجه إلى البحث عن حل سلمي، وفي هذا الإطار أمرت الأممالمتحدة بتنظيم الاستفتاء وأنشأت لهذا الغرض بعثة المينورسو، وقبلنا بتوقيف إطلاق النار، لكن الحكومة المغربية تراجعت عن إلتزاماتها وضربت عرض الحائط القرارات الدولية”. وجدد محمد عبد العزيز، استعداد جبهة البوليساريو للسلم والتفاوض، مؤكدا أن السلام الحقيقي هو ذلك الذي يقوم على احترام إرادة الشعوب، وتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية، وأن الشعب الصحراوي يمد يديه من أجل بناء اتحاد مغاربي مع بقية الشعوب بمنطق تسمو فيه قيم التسامح وحسن الجوار والإحترام المتبادل. وأكد الرئيس الصحراوي أن الشعب الصحراوي مهما كانت الظروف سوف لن يركع ولن يستسلم، وسيتشبث بحقه في الحرية وتقرير المصير، وسيواصل كفاحه بالطرق السلمية، وإذا أقتضى الأمر بالبندقية من أجل الدفاع عن حقه، مطالبا الأممالمتحدة باتخاذ الخطوات اللازمة بتنفيذ التزامها بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، من خلال تنظيمها العاجل لاستفتاء حر عادل ونزيه.