يغوص المخرج الإيطالي الشهير، ماركو سيمون بوتشيوني، في فيلمه الروائي الطويل الموسوم ب”مثل الريح” الذي عرض، سهرة أول أمس، ضمن فعاليات الطبعة الخامسة من أيام الفيلم الملتزم المقامة فعالياته بقاعة الموڤار بالعاصمة، في عالم المؤسسة العقابية المغلق والمنحرف، من خلال قصة سيدّة تعد أول امرأة تشغل منصب مديرة سجن في إيطاليا. وعبر مدّة زمنية قدرت ب 112 دقيقة يغوص المخرج ماركو سيمون بوتشيوني من خلال سيناريو الفيلم الذي كتبه كل من هايدرون شليف، ماركو سيمون بوتشيوني ونيكوال الزواردي عبر أطوار قصة العمل. ”أرميدا” التي أدت دورها الممثلة فاليريا كولينو، لفتت النظر، وبدقة نادرة أبرزت جميع جوانب المرأة المعقدة، وفي الوقت نفسه امرأة جادة وحساسة، لكنها عرفت نهاية مؤسفة لما قررت وضع حد لحياتها بطلق ناري في رأسها، تاركة باب السؤال مفتوحا حول أسباب الانتحار. ففي العمل تعد أرميدا ميزرير من أولى النساء اللواتي تولين إدارة السجون في إيطاليا، كثيرا ما تلقت تهديدات بالموت، لكن ذلك لم يثنها أبدا عن فرض سلطتها مع احترامها لحقوق المعتقلين. تخصصت في علم الجريمة حتى تعرف عمق الرجل، وتسبر أغوار النفس البشرية التي يمكن أن تؤدي إلى جرائم فظيعة. ولقد قصدت ممارسة تخصصها في السجن، وهي المؤسسة المعروفة بعالمها المغلق والمنحرف. تجمع بين القوة والهشاشة، وبين العناد والحساسية، وتحلم بحياة عائلية تخلو من المشاكل، لكن منذ أن اغتيل زوجها بوحشية على يد المافيا الإيطالية عرفت حياتها جرحا لم تشف منه أبدا، وبعد ترمّلها، قبلت بإدارة أصعب السجون في إيطاليا، من دون أن تتخلى يوما عن بحثها عن الحقيقة والعدالة.