أفشلت السعودية المبادرة الفنزويلية بسبب ضغوط أمريكية بعد اللقاء الذي جمع وزير البترول السعودي بنائب وزير الطاقة الأمريكي، أمس الأول، تزامنا مع الزيارة التي قادت الرئيس الفنزويلي للجزائر، لترفض اجتماعا طارئا للأوبك، فيما تتسارع وتيرة انهيار أسعار النفط التي تتجه نحو ت الأربعين دولارا. قالت وكالة الأنباء السعودية إن وزير البترول السعودي، علي النعيمي، التقى نائب وزير الطاقة الأمريكي، إليزابيث شيروود راندال، يوم الثلاثاء، في الرياض، حيث ناقشا تطورات أسواق النفط. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن الاجتماع في تقرير مقتضب، لكنها قالت إن المباحثات تناولت التعاون في مسائل الطاقة والبيئة وتغير المناخ واستخدام الطاقة الشمسية والاستثمارات المتبادلة. وتزامن لقاء وزير البترول السعودي بنائب وزير الطاقة الأمريكي مع الزيارة التي أجراها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الجزائر بشأن أسعار النفط، في أحدث محطة من جولة دبلوماسية لإقناع دول أوبك بالعمل لدعم الأسعار المتهاوية. وقال مادورو إنه لا يتوقع عقد اجتماع جديد لمنظمة أوبك في الأسابيع القليلة القادمة بسبب غياب توافق بشأن السياسة التي ينبغي اتباعها، وقال مادورو بعد لقائه بوتفليقه ”نحن نقوم بكل ما يلزم من أجل استعادة ما خسرناه ولكي يرتفع سعر برميل النفط مجددا”، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الجزائرية. وأضاف ”نحن في وضع حساس وسوف نواصل بذل الجهود”. وأوضح ”لن ندع الذين يريدون إجهاض العمل الذين قمنا به منذ عدة سنوات ينجحون، إذ أنهم يريدون سرقة ثرواتنا ومواردنا الطبيعية مثل النفط”، مؤكدا أن بوتفليقه أعرب له ”عن دعمه”. وأضاف ”أعلمت الرئيس بوتفليقة بأن وكالات أنباء أوروبية ومن أمريكا الشمالية تتهجم على الجولة التي أقوم بها إلى عدة بلدان قصد إفشالنا حتى لا نتوصل إلى توافق بيننا جميعا”. كما أكد ”إننا بصدد العمل وبذل كل الجهود الضرورية من أجل التمكن من استرجاع ما تم فقدانه (نتائج انخفاض أسعار النفط) والعمل على جعل سعر البرميل يرتفع من جديد”، مضيفا ”إننا نمر أيضا بظرف صعب وسيتم بذل جهود كبيرة”. وبعد زيارته إلى الجزائر، توجه مادورو إلى روسيا البعيدة عن الحراك في ظل انهيار الأسعار، حيث أعلن دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أمس الأربعاء، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيناقش، اليوم الخميس، مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الوضع في أسواق النفط العالمية. وذكر بيسكوف أن مادورو يختتم جولته الخارجية بزيارة موسكو بدعوة من بوتين. وأضاف بيسكوف: ”خلال اللقاء بين بوتين ومادورو، سيتم بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين الدولتين، وتعاونهما المشترك في عدد من المشاريع، وأيضاً المشاكل التي تواجه البلدين”. ويذكر أن الرئيس الفنزويلي زار خلال جولته الخارجية عددا من الدول المنتمية إلى ”أوبك”، ومنها إيران، والسعودية وقطر والجزائر. وتعد السعودية، العضو المهيمن في منظمة أوبك وأكبر مصدر للنفط في العالم، قالت مرارا إن المنظمة لن تخفض الإنتاج. فيما تعاني إيران التي تهدد وتتوعد السعودية وتندد بنظرية المؤامرة ضدها إلى جانب فنزويلا من انهيار أسعار النفط التي تدنت إلى أقل من خمسين دولارا للبرميل في حين ترفض السعودية المساعدة في رفع الأسعار.