يعرض حاليا وعلى مدار شهر ونصف، بالرواق الجديد التابع للمسرح الوطني الجزائري و الواقع في الطابق الاخير من مسرح باشطارزي والمقابل لسوق احمد بوزرينة، اعمال فنية لثمانية فنانين تشكيليين جزائريين، معظمهم متخرجين من معهد الفنون الجميلة للجزائر. ويحتضن هذا الفضاء الواقع وسط الشارع الشعبي بوزرينة، والذي دشن مؤخرا من طرف وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، في اطار اعادة احياء الثقافة في المحيط الجواري للجزائر العاصمة، عرض جماعي يحمل عنوان ”hors champ” خارج حقل التصوير، ضم اعمال فنية حديثة و قديمة قدرت بحوالي 20 عملا تشكيليا وصورا فوتوغرافية لفنانون متميزون هم: رشيد جمعي ورشيد نسيب وناصر مجقان ومالك صالح ومصطفى نجاعي وزوبير هلال وكريم سرقوة وعدلان صامت. وتمثلت الاعمال الفنية في لوحات ضمت رسومات زيتية تعددت فيها الالوان والأساليب كفن التجريد والسريالية والتراث الإيقوني، على غرار لوحات الفنان زوبير هلال، الذي استخدم فيها تقنية الاكريليك و الالوان الزيتية الى جانب استعمال مواد كالكرتون و الزجاج، وحملت اللوحتين المعروضتين عنوان ”كل نافذته”، بحيث أبى الفنان من خلالها ترك المجال مفتوحا للمشاهد لفهمها، وإلى جانب هذا ضم المعرض صور فوتوغرافية تعبر عن مظاهر الحياة الاجتماعية ويوميات المواطنين الجزائريين، حيث تم عرض صورا فوتوغرافية لسنوات الثمانينيات جاءت بالأبيض و الاسود للمصور ”ناصر مجقان”، و التي عبرت عن الواقع المعاش آنذاك في الحياة اليومية للمواطن البسيط. ومن خلال زيارتنا للفضاء الذي يتربع على مساحة 100 مربع، لاحظنا إقبال شديد على المعرض، خاصة من جانب العنصر النسوي، الذي شكل النسبة الكبيرة لزوار معرض ”خارج حقل التصوير”، ويرجع هذا لقرب الرواق الفني عن سوق بوزرينة و الشارع المعروف ب”روتشار” والذي يضم العديد من المحلات المتخصصة في بيع الملابس النسائية. ونشير إلى خلو اللغة العربية عن عناوين اللوحات المعروضة في الرواق، إضافة إلى غيابها في الفهرس المقدم للزوار، بحيث اقتصر الأمر على تقديم الأعمال الفنية والفنانين بالغة الفرنسية، مما شكل بعض الصعوبات لدى الجمهور الزائر للمعرض في فهم اللوحات الفنية وكذا لمن تنتسب. واعتبر محافظ المعرض وصاحب المبادرة ”مالك صالح”، أن ”افتتاح الرواق الجديد ”يعد خطوة كبيرة، مما يجعلنا نواصل العمل لتنظيم معارض مماثلة خلال سنة 2015”، كما أشار إلى أن الرواق ”سيفتح أبوابه للفنانين المحترفين والهواة، وجميع الطلبة المتخرجين من معهد الفنون الجميلة والمدارس الجهوية المهتمة بالفن التشكيلي”.