يثير الكتاب المثير للجدل، والصادر عن السفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو الكثير من التعليقات لما يحتويه من وجهات نظر مخالفة للرأي العالمي، لاسيما أنه يتحدث بإسهاب عن براءة نظام الأسد فيما يخص الأزمة السورية الحالية من جهة، وتعرض سوريا لمؤامرة أمريكية إسرائيلية مدعومة بدول الخليج، كما سلط الكتاب الضوء على الأسباب النفطية الكامنة وراء الرغبة في تدمير بلاد الشام. ”عاصفة على الشرق الأوسط الكبير” هو عنوان الكتاب الذي نشره السفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو، والذي قام فيه بتشريح الصراع الدولي بين محورين وللأحلام الاستعمارية وغيرها ناهيك عن حاجة إسرائيل إلى تدمير سورية، كما قام بتخصيص قسم مهم من الكتاب للأزمة السورية والصراع فيها وعليها، مقدما معلومات دقيقة وخطيرة عن بعض رموز المعارضة وارتباطها بالاستخبارات الأميركية وبكيفية تصنيعها من قبل الغرب، كما يشرح أسباب السعي الدولي والخليجي والتركي والإسرائيلي للقضاء على سوريا، ويروي صاحب الكتاب عن وزير الدفاع الإيطالي السابق السناتور ماريو مورو، أنه كان يقوم بزيارة إلى كردستان العراقية عام 2009، فزار ورشة بناء، وسأل عن الغاية من تشييد كل هذه المباني، فكان الجواب: ”إنها للاجئي الحرب في سورية”، أي أن ذلك حصل قبل أقل من عامين عن بداية الحرب السورية. وأضاف صاحب الكتاب أن التخطيط للثورة السورية تم بمساعدة ”برنامج سورية للديمقراطية”، الذي تموله إحدى المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالاستخبارات الأمريكية، وأن العدوان الامبريالي على سوريا قد تمت برمجته منذ صيف عام 2001. وفي سياق متصل قام السفير والكاتب الفرنسي ريمبو بعرض في كتابه أسماء مسؤولين أو ناطقين رسميين في المعارضة السورية، مرتبطين بالمخابرات أو الأجهزة أو المؤسسات الغربية، وقام بشرح كيفية قيام الائتلاف المعارض بمبادرة قطرية ورعاية فرنسية وتركية، بينما تم تهميش المعارضة النخبوية والعلمانية والديمقراطية، كما لم يستثن الكاتب أحدا من الفصائل المسلحة، التي قال أنها تدور في فلك التطرف الإسلامي، وبينها الجيش الحر الذي ”ومنذ المواجهات الأولى، تشكَّل من ناشطين متطرفين تابعين للإخوان المسلمين وسرعان ما صار تحت الوصاية الأمريكية والتركية، وخضع لإملاءات الشيخ عدنان العرعور الداعية المتطرف والمهووس بفكرة قتل العلوي بشار الأسد”، حسب صاحب الكتاب. ولعل أجرأ ما جاء في كتاب السفير الفرنسي، هي صورة الرئيس بشار الأسد الإيجابية في مناخ وظروف ترفض الاعتراف ببراءة أو نزاهة هذا الرجل، الذي اعتبره ريمبو رئيسا ”إصلاحيا صادقا، ورجلا علمانيا عرف كيف يطعم القومية القومية العربية بمكتسبات التربية الغربية، وهو منفتح على الحداثة”، ويضيف الكاتب ”أن صور الجزَّار التي لا تتوافق مع هذه الشخصية، إنما اختُرعت من قبل وكالات اتصال دفعت لها أموال من قبل دول البترو دولار”. وفي سياق متصل، يجيب السفير الفرنسي السابق ريمبو خلال البحث في ملف النفط، ”أنه لتمرير النفط والغاز من الخليج وإيران وقطر والشركات الأمريكية والروسية إلى أوروبا يجب المرور حكماً بالأراضي السورية، وقد وبدأت رحى الحرب تدور لأجل ذلك”.