كشف مصدر عسكري رفيع المستوى، ل”الفجر”، أن عمليات قصف جوي مكثف شملت مرتفعات جبال أم الكماكم والماء الأبيض وبوقابل وبودخان، بولايتي تبسةوخنشلة، منذ نحو أسبوع. وأوضح المصدر أن قوات الجيش الشعبي الوطني رصدت تحركات لعناصر إرهابية تحاول التسلل إلى التراب الوطني فقامت بمطاردتها وقصفها، مشيرا إلى أن هذه العملية العسكرية جاءت بأوامر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني، لافتا إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع الجيش التونسي. وبحسب ذات المصدر، فإن قوات الجيش الوطني وحرس الحدود، شنت عمليات تمشيط واسعة النطاق على امتداد الشريط الحدودي المتاخم للأراضي التونسية، والممتد على مسافة نحو ألف كلم بإقليم ولايات تبسة، خنشلة، أم البواقي، سوق أهراس والوادي، بعد تسرب معلومات تفيد بتسلل عدد من الإرهابيين من تونس نحو الجزائر، يُعتقد أنهم فروا من ضربات الجيش التونسي، حيث شرعت قوات عسكرية مرفوقة بتعزيزات دفعت بها قيادة الجيش، في تكثيف الدوريات الأمنية والمراقبة على كامل الشريط الحدودي الشرقي، إلى جانب الطلعات الجوية عبر العديد من المحاور والمسالك. وأفاد مصدرنا أن القوات الجوية قصفت مواقع في جبال أم الكماكم، الماء الأبيض وبوقابل بولاية تبسة، وجبال بودخان، بولاية خنشلة، وامتد القصف إلى جبال بونقار، بولاية أم البواقي، معززة عملياتها بأسلحة حديثة ومتطورة لتفجير القنابل التقليدية والألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية في المناطق الوعرة من الجبال المذكورة، مشيرا إلى أنه تم استخدام صواريخ جو أرض، دقيقة التوجيه، وقنابل ذكية خارقة للتحصينات، وذلك لأول مرة منذ بداية مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أجهزة تنصت وأنظمة إلكترونية لإدارة العمليات الجوية ونظم تحذير الطائرات العمودية من الصواريخ. وتم وضع كامل الشريط الحدودي الشرقي للبلاد مع تونس وليبيا، تحت رقابة جوية مشددة، لصد أي عمل إرهابي ومنع تهريب السلاح عبر هذه الحدود، خاصة وأن الجيش التونسي يقوم منذ مدة بعمليات عسكرية لتعقب آثار الإرهابيين. ... مروحيات ”صياد الليل” تبدأ عملية اصطياد الإرهابيين وقد تم إعلان حالة الطوارئ القصوى بالقاعدة الجوية العسكرية بمنطقة بئر رقعة، بأم البواقي، التي انطلقت منها أعداد معتبرة من الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية، وطائرات النقل العمودية، حيث تم استخدام لأول مرة المروحية الهجومية الروسية الصنع ”ميل مي-28. أن”، المعروفة ب”صياد الليل” التي كانت نتائجها خارقة. وبحسب المصدر العسكري فإن هذه المروحية الروسية الحديثة الصنع تستطيع الطيران في جميع الأحوال الجوية وحتى أثناء الليل وفي الظلام. وبحسب المصدر العسكري، فإن ما بين 30 و50 إرهابيا كانوا يختبئون منذ مدة داخل الكهوف المنتشرة في جبال أم الكماكم، والماء الأبيض، وبوقابل، وبودخان، حيث تم اكتشاف مخابئهم ليلاً بفضل المروحية الهجومية ”صياد الليل”، مبرزا أن تلك المواقع كانت محاطة بأحزمة من القنابل التقليدية والألغام المضادة للأشخاص والمركبات، للحيلولة دون اقتراب القوات العسكرية والأمنية منها، وكشف أنه تم قصف تلك المخابئ، دون أن يشير إلى الحصيلة النهائية لهذه العملية. وأكد شهود عيان بولايتي خنشلةوتبسة ل”الفجر”، أن قوات الجيش الشعبي الوطني قامت بعمليات قصف جوي مكثف وغير مسبوق استهدف الجبال المتاخمة للحدود التونسية، وأنهم شاهدوا عدة مروحيات وطائرات حربية تعبر الأجواء باتجاه الحدود مع تونس، وتحركات مكثفة لقوات الجيش الشعبي الوطني. وقد شهدت عدد من الولايات الشرقية الحدودية مع تونس، خلال الأيام الماضية، عمليات تمشيط واسعة شاركت فيها وحدات عسكرية مدعومة بطائرات ومروحيات حربية لتعقب عناصر إرهابية مرتبطة بالمجموعات المحصنة في جبل الشعانبي، والجبال الواقعة على الشريط الحدودي بين تونسوالجزائر، من أجل منع تسلل الإرهابيين من تونس نحو الجزائر والعكس، وكذا بهدف تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية. تدمير 10 مخابئ للإرهابيين وحديث عن القضاء على 3 عناصر بجبل أم الكماكم بتبسة وحسب آخر المعلومات التي وردتنا، فإن قوات الجيش الشعبي الوطني تمكنت من تدمير أزيد من 10 مخابئ للإرهابيين، حيث تم العثور على كميات معتبرة من الذخيرة الحية ومناظير ميدانية وخرائط جغرافية. كما تمكنت قوات الجيش الجزائري من القضاء على 4 إرهابيين، من بينهم تونسي يدعى أبو المقداد القفصي، ويبلغ من العمر 35 سنة، ينشط ضمن كتيبة ”عقبة بن نافع” الإرهابية، واسترجاع 3 رشاشات من نوع كلاشنيكوف، وجهازي هاتف نقال من طراز آي فون 5، مزودين بشريحتين من نوع ”موبيليس”.