توقع تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ”فاو” بتضاعف واردات الجزائر من الحبوب إلى جانب كل من مصر والمكسيك والسعودية وكوريا وتايوان، بحلول عام 2050، لتصل إلى أكثر من 300 مليون طن مقارنة ب135 مليون طن في 2008. وقالت المنظمة في تقريرها الأخير أنها تتوقع تضاعف واردات عدة دول ناشئة من الحبوب، بحلول عام 2050، أبرزها مصر والمكسيك والسعودية وكوريا ومصر والجزائر وتايوان، لتصل إلى أكثر من 300 مليون طن مقارنة ب135 مليون طن في 2008. التقرير أشار إلى أن تراجع أسعار النفط وراء ارتفاع واردات الجزائر من الحبوب وفيما يتعلق بتأثير تقلبات الأسعار، على أسعار الغذاء عالميا، أوضح التقرير أنه تاريخيا، ركزت الأبحاث على مستويات أسعار الغذاء بدلا من تقلبات الأسعار، مع أن تقلبات الأسعار تحمل آثارا مهمة على صعيد المستويات الكلية والجزئية. التقرير رصد أيضا المشكلة المائية، وتأثيرها على الغذاء عالميا، مشيرا إلى أن أى دولة تستهلك 20 ٪ من مواردها المائية المتجددة، تعتبر قريبة من دخول منطقة المعاناة من ندرة المياه، وبحسب التقرير هناك بالفعل 22 دولة (من الدول الناشئة وبعض دول وسط آسيا) تعدت تلك النسبة، 13 منهم في مرحلة حرجة حيث يستخدمون أكثر من 40 ٪ من مواردهم المائية المتجددة. وتوقع أن تستهلك 4 دول هى مصر وليبيا والسعودية واليمن، كميات من المياه للرى أكبر من مصادرها المتجددة سنويا. وبحسب منظمة الفاو، تتحكم عدة محددات في تقلبات أسعار الغذاء، على رأسها ظروف الاقتصاد الكلى العالمية، وأسعار الطاقة، والطلب على الوقود الحيوى، وبورصات الغذاء، وأسعار الصرف، والمضاربات في الأسواق المالية، والقيود التى قد تفرض على التجارة. بلغت واردات الجزائر من الحبوب (القمح الشعير الذرة) 3.54 مليار دولار في 2014 مقابل 3.16 مليار دولار خلال 2013 أي بارتفاع قدرت نسبته بنحو 12 بالمائة. وأفاد المركز الوطني للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك أن كميات واردات الجزائر من الحبوب عرفت كذلك منحى تصاعديا بأزيد من 22.4 في المائة لتصل 12.3 مليون طن في 2014 مقابل 10.04 مليون طن خلال السنة التي سبقتها. وحسب صنف الحبوب فقد بلغت واردات القمح (اللين والصلب والبذور) 2.37 مليار دولار مقابل 2.12 مليار دولار خلال نفس فترة المقارنة بارتفاع بلغ 11.7 بالمائة في القيمة حسب الجمارك. وعرفت الكميات في 2014 زيادة ب 17.5 في المائة بمجموع 7.41 مليون طن مقابل 6.31 مليون طن وهذا بفعل ارتفاع كميات القمح الصلب بأزيد من 80 في المائة. وفي الواقع قدرت واردات القمح الصلب ب 784.01 مليون دولار (لكمية بلغت 1.978 مليون طن في 2014) مقابل 404.03 مليون دولار (1.09 مليون طن) في 2013. وبقيت واردات الحبوب متأثرة بمشتريات القمح اللين رغم تراجع هذه الأخيرة خلال 2014. و قدرت قيمة الواردات الجزائرية من القمح اللين ب 1.58 مليار دولار (لكمية 5.438 مليون طن) مقابل 1.68 مليار دولار والتي تراجعت ب 5.8 في المائة من قيمتها حسب مصالح الجمارك. وبالنسبة للأنواع الأخرى من الحبوب زادت واردات الشعير لتصل إلى حوالي 196.6 مليون دولار لكمية 770.222 طن مقابل 152.3 مليون دولار ل 798.514 طن بارتفاع بلغ 29 في المائة من حيث القيمة حسب التفاصيل التي قدمها المركز. يذكر أن الإنتاج الوطني من الحبوب لموسم -2014 تراجع بنسبة 30 في المائة مقارنة بالموسم السابق إلى 34 مليون قنطار مقابل 49.1 مليون قنطار خلال موسم 2012-2013. ومن جهة أخرى استمر إنتاج الحبوب في التراجع بسبب الظروف المناخية منذ المحصول القياسي المسجل في موسم 2008-2009 بإنتاج بلغ 61.2 مليون قنطار.