كشف تقرير أعدته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن تسجيل ما عدده 10 حالات انتحار سنويا في أوساط التلاميذ الراسبين في شهادتي ”الباك” و”البيام”، نتيجة تهديدات وعنف الأولياء، وهذا فيما تتورط 3 ملايين عائلة جزائرية في عملية وضع المتمدرسين حدا لحياتهم، بالنظر إلى أنها تعتمد في تربيتها للأولاد على سياسة الضرب والتهديد والوعيد. أمام هذا تخوف التقرير من تكرار سيناريو ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، خاصة من التحذيرات الصادرة عن خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ الذي أشار أن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ في تفاقم عقب الإفراج عن النتائج، أين تم تسجيل 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسط التلاميذ، ”ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف النقاط وهو ما يجعل التلاميذ يقدمون على الانتحار، -يضف أحمد خالد- في ظل ”توليده لطاقة العنف المتفجر كنتيجة للإحساس بالغضب، ودليل على ذلك ما قام به التلاميذ من أعمال العنف والتخريب والحرق التي طالت ثانويتين بالعاصمة والبليدة، ”مؤكدا أن الواقع النفسي للتلاميذ يؤكد على ضرورة الالتزام بتقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية، وهو ما يتطلب قدرة، وجهد كبيرين من جميع الفاعلين لفهم الواقع الذي تعيشه المدرسة الجزائرية، مما ترى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن الظاهرة تستحق الدراسة لمعالجة أسباب هذه التصرفات، وليس فقط الوعيد والعقاب مثلما توعدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط من وهران” -حسب التقرير-. من جهة أخرى أكد باحثون في علم الاجتماع وفق التقرير الذي تحوز ”الفجر” على نسخة منه بأن أزيد من ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها للطفل على العقاب الجسدي على غرار الضرب بشيء يلقى على الطفل كالحجر أو الحذاء، والضرب على الرأس الوجه والأذنين، والذراع وشدّ الشعر. واتهم في المقابل التقرير الأولياء بالتورط في قضية الانتحار، بعد أن أكد أن أزيد من ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها للطفل على العقاب الجسدي على غرار الضرب بشيء يلقى على الطفل كالحجر أو الحذاء، والضرب على الرأس الوجه والأذنين، والذراع وشدّ الشعر، فيما تبين أن الأم هي الأكثر ضربا للأطفال من الأب وذلك بنسبة 36 بالمائة مقابل 27 بالمائة عند الأب، بينما يمارس العقاب البدني من طرف الوالدين معا بنسبة 23 بالمائة، أما الأشخاص الآخرين الذين يضربون الأطفال في الوسط الأسري كالجدين والإخوة والأخوات فلم يتعد نسبة 14 بالمائة، ولعل الاحتكاك المستمر للطفل بالأم هو الذي يؤدي إلى تعرضه للضرب أكثر على يديها حسب الدراسة-. في هذا الإطار أكد هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة أن النتائج السلبية للتلاميذ من رسوب تنجم عنها عدة ظواهر منها الانتحار وسط التلاميذ أو ظاهرة التسرب المدرسي ولا يتحمل مسؤوليتها الطفل وحده فإنها تقع بشكل كبير على عاتق المدرسة، الأسرة، المجتمع والدولة ككل. الإضرابات تزيد من الضغوط النفسية للتلاميذ وبن غبريط مطالبة بحل جذري والجدير بالذكر تضيف الرابطة بأن المشهد التربوي في الجزائر خلال هذه السنة الدراسية 2015/2014 عرف وضعية صعبة طبعتها سلسلة من الإضرابات نتيجة التوتر الذي تجلى في سياسة القبضة الحديدية بين نقابات القطاع والوزارة، وفي ظل هذا الوضع ضاعت المدرسة بين اتهامات الوزارة للنقابات بالتلاعب بمصير التلاميذ واستخدامهم كرهينة، واتهامات النقابات للوزارة بالتعسف وغلق باب الحوار والقرارات الارتجالية واتهام جمعيات أولياء التلاميذ للطرفين بتغييب مصلحة التلميذ ومستقبله العلمي في هذا الصراع المتجدد كل عام في الوقت الذي ضاعت فيه نوعية التعليم والتلميذ بات الضحية الأولى لأنه يتحمل تبعات الإضرابات على حساب مستواه الدراسي. وفي سياق آخر توقع ذات المتحدث أن التأخر في الدروس سيجعل من عملية استدراكها عبئا ثقيلا على التلاميذ وهو ما يتطلب مجهودا إضافيا وضغطا نفسيا خاصة بالنسبة للأقسام النهائية الذين تنتظرهم امتحانات مصيرية نهاية السنة. وطالبت الرابطة من وزارة التربية بإعادة النظر وأن ترفع تحدي نوعية التعليم في الجزائر وإيجاد صيغة توافقية بين الوزارة والنقابات لتجنب الإضرابات بتغليب مصلحة التلميذ وجعلها الهدف الأسمى في القطاع، داعية في ذات الصدد الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل، بل يجب عليهم تفهمهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم، وأكدت الرابطة أن العلاج النفسي يكون أحد المفاتيح لكشف أسباب رسوب التلميذ والسعي لإيجاد الحلول الكفيلة باستعادته الثقة في نفسه وقدراته مع الاعتماد على أسلوب التشجيع لا التهديد.