رغم اختفاء العديد من العادات والتقاليد بولاية ڤالمة نتيجة العصرنة، إلا أن المواطن الڤالمي لايزال يحتفظ بعاداته وتقاليده المميزة الخاصة بشهر رمضان المبارك، الشيء الذي يجعلهم يولونه مكانه خاصة مقارنة مع باقي الشعائر الإسلامية الأخرى. وشهر الصيام لدي الجزائريين ليس الركن الرابع في الإسلام فحسب، بل أصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافة والموروث الاجتماعي لديهم، الشيء الذي يجعلهم يقومون بالتحضير لهذا الضيف العزيز شهرا مسبقا بعد الانتهاء من مرحلة تنظيف البيت ثم اقتناء الأواني الجديدة، يأتي دور تحضير التوابل المخصصة للطبخ.. وهكذا يكون كل شيء على ما يرام والجميع مستعد لاستقبال هذا الضيف العزيز. طاجين الحلو وشوربة الفريك.. نكهة رمضان المعروف عن الڤالميين شغفهم بتحضير مائدة الإفطار التي يجب أن تكون متميزة جدا خلال شهر الصيام، ويخصصون لها ميزانية مالية معتبرة. وتعرف مائدة أول يوم تحضير ”المرقة الحلوة”، وهو طبق شائع بالولاية يتم تحضيره من البرقوق أو المشمش المجفف والزبيب واللوز، مع اللحم وقليل من السكر. وهو يعتبر الطبق الرئيسي في جميع الأفراح والأعراس بالولاية. فيما يتربع على عرش المائدة في رمضان عند الڤالمية طبق شوربة الفريك بدون منازع، فهو يعتبر بمثابة قبطان مائدة الإفطار على مدار شهر رمضان كله، إلى جانب بعض الحلويات التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل ”قلب اللوز” و”الزلابية”. ”النصفية” والتحضير لليلة السابع والعشرين بعد مضي عشرة أيام من الصيام تبدأ العائلة الڤالمية في التحضير للاحتفال بالنصفية، وهي منتصف شهر رمضان، حيث تقوم ربات البيوت بتحضير وجبة خاصة في اليوم الرابع عشر من الصيام. وتسمى هذه الاحتفالية عند الڤالميين عشاء النصفية التي يتم فيها تحضير طبق من العجائن كالشخشوخة أوالتليتلي أوالرشتة أو التريدة، حسب ذوق كل عائلة. إلى جانب هذا الطبق الذي يعتبر رئيسيا في ذلك اليوم يضاف طبق من اللحم المشوي وأطباق السلطة المتنوعة. ويتواصل السهر في ذلك اليوم إلى غاية السحور بعد أن تقوم ربة العائلة بتحضير إبريق الشاي مع بعض الحلويات والتمور، والذي تستمر السهرة به إلى مطلع الفجر. بعد الانتهاء من الاحتفال بالنصفية حتى يأتي دور التحضير للاحتفال بليلة السابع والعشرين هذه الليلة المباركة، والتي يتم فيه ختان الأطفال، خاصة أبناء الفئة المعوزة وكذا تنظيم دورات دينية خاصة للأطفال حفظة القرآن، ناهيك عن الاحتفالات الدينية التي تقوم بها العائلات الڤالمية التي تتميز من عائلة إلى أخرى. رمضان فرصة للاسترزاق وربح المال يشكّل شهر رمضان فرصة أمام الشبان للاسترزاق وخلق فرص عمل، خاصة طلبة الجامعات والثانويات.. فلم يعد غريبا أن ترى هؤلاء الشبان يقفون خلف طاولات لبيع ”الديول” و”الشواية”، وهو لفظ محلي يطلق على حبات ”المرڤاز” المشوية على الجمر، و”البوراك”. وسنة بعد سنة تتحول طاولات هؤلاء الشبان إلى مقصد مفضّل للناس، خاصة قبل أذان المغرب أين تشهد الطاولات زحمة بين الصائمين.