دفع لهيب الأسعار وارتفاع درجات الحرارة بالعديد من النساء إلى اللجوء لاقتناء حلويات العيد جاهزة ليس من باب التباهي أو التفاخر، بل هروبا من لفحات حر المطابخ، حيث عزفت بعض الأسر عن تحضيرها في المنزل، حاجزة طلبياتها من المحلات لتزيين مائدة العيد تحت شعار ”صنع يديا” تجنبا للإحراج. فضلت بعض ربات البيوت بمن فيهن العاملات اقتناء حلويات العيد جاهزة، بعدما كانت تخصص لها أيام وأيام، حيث عرف التحضير لهاته المناسبة الدينية إقبالا محتشما، من طرف الأسر الجزائرية، نتيجة عدة عوامل أهمها ارتفاع درجات الحرارة وضيق الوقت وكذا انشغالهم بأمور أخرى، فالقاصد بعض الأسواق يلفت انتباهه طوابير لامتناهية لنسوة من مختلف الأعمار أمام محلات بيع الحلويات التقليدية والعصرية وهن بصدد حجز طلبيات للعيد أيام قليلة قبل حلوله وفي هذا الإطار كان لنا حديث مع عدد ممن عزفن عن تحضيرالحلوى في البيوت وفضلن اقتناءها جاهزة من المحلات. ضيق الوقت وارتفاع الحرارة سبب العزوف عنها أجمعت العديد من الآراء ممن عزفت عن تحضير حلويات العيد في المنزل بأن ضيق الوقت وارتفاع درجات الحرارة هما العاملان الأساسيان اللذان حالا دون ذلك، أين أكدت بعض العاملات أنهن فضلن شراء بعض الأنواع جاهزة وتحضير الأخرى في البيت، وذلك لضيق الوقت، بالإضافة إلى بعض الأعمال المنزلية التي تسبق العيد كتنظيف البيت واقتناء ملابس للأطفال، وهو مالمسناه عند سميرة، موظفة ببنك أنها ”تضطر في مثل هاته المناسبات إلى شراء الحلويات من المحلات أو بعض المخابز المختصة في ذلك، مشيرة إلى أنها تركض طوال اليوم بين العمل والمواصلات وتحضير فطور المائدة الرمضانية، لتجد نفسها في آخر النهار منهكة من التعب”. ربات بيوت فضلن اقتنائها جاهزة لايقتصر الإقبال على شراء حلويات العيد جاهزة فقط على النساء العاملات، بل امتدت لتشمل بعض النساء الماكثات بالبيت أيضا وهوما أكدته بعضهن بأن ارتفاع درجة الحرارة ورعاية الأبناء وغلاء أسعار المستلزمات، بعدما وصل سعر اللوز 2200 دينار للكيلوغرام الواحد وغيرها من المكونات كجوز الهند والسمن وغيرها من الأمور، ناهيك عن بعض الأمور الحسابية التي ساهمت بامتناع أناملهن عن صنع حلويات العيد في البيت وفي هذا الشأن قالت إحدى السيدات أن ”صناعة حلوى العيد في المنزل تراجعت في السنوات الأخيرة، حتى أن رائحتها الشهية التي تميز الأيام التي تسبق العيد غابت، مشيرة إلى أن اقتنائها جاهزة يوفر لهن الراحة والوقت وبتكلفة أقل وذلك من باب تخفيف الأعباء المنزلية التي تثقل كاهل المرأة”. من جهة أخرى، قالت منال ربة بيت أن ”الحلويات الجاهزة تجنب النساء ”تكسار الراس”، ناهيك عن المعاناة التي تعيشها عندما تجبر على البقاء مدة طويلة أمام حرارة الفرن لطبخها، قائلة يكفينا ثلاثين يوما ونحن أمام الفرن”.