في الزقاق المؤدي مباشرة إلى سوق بلكور تصادفك طوابير طويلة عريضة للنساء يحملن القفف والسلال ويقفن منذ السابعة صباحا أمام بائع الحلويات التقليدية والمنزلية انتظارا لأدوارهن لاقتناء حلويات العيد، مشهد مثل هذا لم يعد غريبا في المحلات والأسواق الجزائرية، حيث تنازلت حواء الجزائرية عن أقدس وأهم تقليد عائلي في العيد وهو صناعة الحلويات في المنزل. تنازل تقول النساء عنه أنه راجع لضيق الوقت خاصة بالنسبة للنساء العاملات، فالمرأة العاملة التي تجد نفسها تركض طوال اليوم بين العمل ووسائل النقل وتحضير مائدة الإفطار وفي الأيام الأخيرة لرمضان يضاف إليها اقناء كسوة العيد لأطفال وغيرها من المشاغل التي صارت المرأة تمارسها. من بين الأسباب التي تؤكد النساء أنها صارت مانعا للاستمتاع بجو تحضير الحلويات في البيت هو غلاء أدوات ومستحضرات المكونة لها مقارنة بلو يتم شرائها جاهزة من المحلات ويضاف إليها التعب والبقاء مدة طويلة أمام حرارة الفرن وغيرها من الصعوبات التي صارت تعيق النساء على تحضير حلوى العيد في البيت واللجوء إلى المحلات لشرائها جاهزة من غير عناء. المحل المقابل لسوق بلكور تتزاحم عليه السيدات لأنه حسب شهادات عدة نساء ممن يفضلن اقتناء الحلويات منه أنها تتميز بالجودة وأسعارها معقولة "15 دج" للحبة الواحدة وهو يبيع جميع أنواع الحلويات التقليدية من "المقروط والتشراك وحلوى الطابع والنقاش وغيرها". تلك الحلويات تصنعها نساء في البيوت ويعيد هو بيعها وتسويقها لمن لا وقت لهن أو لا يرغبن أصلا في "تكسار الرأس". وما يلاحظ أنه ليس النساء العاملات فقط من يقبلن على شراء الحلويات الجاهزة بمناسبة الأعياد بل الظاهرة امتدت إلى النساء الماكثات في البيت تحت عدة حجج منها التعب ومشاغل الأولاد وشهر الصيام وغلاء المعيشة وغيرها من التبريرات التي يرى فيها البعض خاصة نساء الجيل القديم عيب وإخلال بتقليد مقدس في العائلات الجزائرية.