نقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال”، أوّل أمس، عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن واشنطن تجري مباحثات حثيثة مع دول بشمال إفريقيا لإنشاء قاعدة عسكرية لها في المنطقة. وأضاف المصدر بالقول ”نسعى حالياً لرفع بعض التحديات التي تواجهنا أمام التنظيم، ووجود قاعدة أمريكية في شمال إفريقيا بالقرب من مواقع (داعش) داخل ليبيا سيساعد واشنطن على جمع معلومات دقيقة عن مجريات الأمور في المنطقة”. قال مسؤولون عسكريون إن القاعدة المقترحة ستستخدم في إطلاق طائرات موجهة وأخرى للاستطلاع لجمع معلومات أكثر دقة عن تنظيم داعش في ليبيا من خلال مراقبته وترصد نشاطاته. وأضاف هؤلاء المسؤولون أن القاعدة ستستخدم في توجيه ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة. وأضافوا أن أي موقع مقترح سيكون تحت سيطرة الحكومة المضيفة، التي ستعطي الولاياتالمتحدة الإذن بتواجد طائرات دون طيار، بالإضافة إلى عدد محدود من أفراد الجيش الأمريكي. وأشارت المصادر إلى رفض بعض دول المنطقة لمقترح إنشاء القاعدة، مخافة استهداف التنظيم لأراضيها انتقاماً من إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية، لكنهم لم يكشفوا عن أسماء تلك الدول. وقالت الصحيفة إن إنشاء القاعدة سيدعم مساعي واشنطن في مكافحة الإرهاب من خلال تغطية ما وصفه المسؤولون ب”نقاط الضعف” التي تقف حائلا أمام إلمام المخابرات الأمريكية ومعها الغربية بكامل المعلومات في حربها ضد التنظيم، لكنها قالت إن طلب إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة يدل على نجاح التنظيم في التمدد رغم الحملة التي تقودها ضده واشنطن في سورية والعراق. وفي سياق متصل قال السفير البريطاني السابق لدى ليبيا، السير دومينيك أسكويث، لموقع ”إكسبرس” الإخباري البريطاني، إنه ينبغي الاستعانة بالقبائل الليبية ولاسيما الطوارق لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتنظيم ”داعش”. وأكد أن التعامل مع الطبيعة المعقدة للقضية الليبية يقتضي التواجد هناك، وقدر أسكويث عدد مقاتلي ”داعش” في ليبيا بحوالي 800 إلى ألفي شخص. وأضاف السفير السابق أن طريق حل الأزمة الليبية سيظل مسدوداً حتى يتم التوصل لحكومة وطنية موحدة، مشيراً إلى ”رغبة ليبيا في دور نشط من لدن بريطانيا بصورة خاصة”. وتجدر الإشارة إلى ممارسة واشنطن ضغوطات على الجزائر منذ القرن الماضي لإقامة قاعدة عسكرية لها بالصحراء الجزائرية، الأمر الذي تعتبره الجزائر مساسا باستقلالها وسيادتها الوطنية وكان الرفض الجزائري يقابل في كل مرة ببيانات ”ترهيب” وتحذيرات تصدرها السفارة الأمريكية رداً على غضبها من تصريحات الخارجية الجزائرية المتمسكة بوحدة واستقلال التراب الوطني، كتصريح وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة نافيا شائعات تداولتها وسائل إعلام أجنبية عن مشروع إقامة قاعدة أمريكية للطائرات من دون طيار على الحدود التونسية مع الجزائر، وكذا البيان الصادر عن الملحق الأمني في السفارة الأمريكية العام الماضي، والذي حذّر فيه من ”شنّ هجوم على طائرة تجارية تقل عمالا غربيين في الجزائر - دون إعطاء تفاصيل عن شركة طيران ولا عن توقيت الهجوم على الرغم من تأكيد هيئة أمن المطارات الدولية، العام الماضي، أن مطارات الجزائر، من أكثر المطارات أمنا في العالم، وأنها الأكثر تشدّدا في رصد الاعتداءات الإرهابية، نتيجة اتخاذ السلطات الجزائرية إجراءات احترازية صارمة، لحماية حركة طيرانها الداخلي والخارجي، منذ حادثة اختطاف الطائرة الفرنسية سنة 1991، حيث لم يسجل منذ ذلك التاريخ أي اعتداء إرهابي. كما تمثلت التحذيرات في دعوة السفارة الأمريكية في الجزائر، موظفيها ورعاياها إلى تجنب ارتياد الفنادق الأمريكية أو تلك التي يديرها أمريكيون في الجزائر العاصمة، خشية هجمات إرهابية محتملة في الأيام القادمة. كما كانت تحذر في كل مرة على موقعها الإلكتروني رعاياها من التوجه إلى الجزائر أو ارتياد أماكن ”جد مؤمنة”.