كشف محافظ المهرجان الثقافي الدولي صيف الموسيقى بالجزائر، الذي سينطلق ابتداء من السادس أوت الجاري لغاية 28 من نفس الشهر، أن محافظة المهرجان حرصت على التنويع بين مختلف الطبوع الموسيقية، سواء الجزائرية أو الأجنبية، وهذا لاستهداف كل شرائح المجتمع واستقطاب أكبر عدد من الجمهور. مست سياسة التقشف قطاع الثقافة هو الآخر حيث تقلصت ميزانية العديد من المهرجانات، فكيف ترى هذا الإجراء؟ كل المهرجانات الوطنية والدولية مسها هذا الإجراء، فالكل يعلم الوضع الذي تمر به البلاد لذلك تم اعتماد سياسة التقشف، وبالتالي فمهرجان صيف الموسيقى لم يكن بمنأى عن باقي المهرجانات وتم تقليص ميزانيته. نشهد الطبعة الخامسة من المهرجان، فما الذي استحدثتموه هذه السنة؟ جديد هذه الطبعة يكمن في التنظيم، حيث ارتأت محافظة المهرجان اعتماد برمجة جديدة تتمثل في إقامة السهرات الفنية نهاية كل أسبوع، حيث سيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من الفنانين في مختلف الطبوع الموسيقية المتنوعة، والبداية بالموسيقى الأندلسية في قاعة ابن زيدون أين سيستمتع الجمهور مع الموسيقى الهادئة والكلمة الهادفة التي تعبر عن ثراء التراث الموسيقي الجزائري، والتي تمثل عدة مناطق، بداية من ابراهيم حاج قاسم من تلمسان ومريم بلدي من مدرسة الصنعة بالجزائر العاصمة، بالإضافة إلى صاحب الكمنجة البيضاء حمدي بناني في طابع المالوف. من خلال الاطلاع على البرنامج الذي سطرته محافظة المهرجان، نلاحظ ذلك التنوع في مختلف الطبوع الموسيقية، فما هو الهدف منها؟ ارتأينا التنويع في البرنامج، ويعود ذلك إلى ثراء الموسيقى الجزائرية الغنية بمختلف الطبوع، وهو ما سنعول عليه لاستقطاب كل الفئات العمرية في المهرجان، حيث قمنا بجلب أسماء تهتم بالموسيقى القديمة، كما راعينا بعض الأسماء الشابة في عالم موسيقى ”الراي” و”الراب”، ناهيك عن الموسيقى الصحراوية والڤناوي التي لها جمهور كبير كذلك، دون نسيان الأندلسي والموسيقى الغربية، والطابع العاصمي الخفيف، وبهذا حرصنا على خيارات متعددة لتلبية كل الأذواق. بالعودة إلى البرنامج لا نجد أي اسم من الفنانين الذيم شاركوا في الطبعة السابقة، فكيف تعلل ذلك؟ سبق أن قلت أن محافظة المهرجان راعت التغيير في هذه الطبعة، حيث منحت الفرصة لمجموعة جديدة من الأصوات المتميزة في أنواع موسيقية مختلفة، كالأندلسي والقناوي والقبائلي، وهذا لتجديد النفس من جهة وفتح المجال أمام فنانين آخرين لمشاركة أعمالهم مع الجمهور من جهة أخرى. كما أنه لا يمكن الاعتماد على نفس الأصوات في كل طبعة، وهي ميزة المهرجان الذي جدد قائمة المدعوين كليا. وماذا عن التنويع في فضاءات العروض الفنية؟ حرصنا على تخصيص أكثر من فضاء لاحتضان السهرات الفنية تماشيا مع طبيعة كل نوع موسيقي معين، فالطابع الأندلسي الذي اخترناه في حفل الافتتاح تناسبه قاعة ابن زيدون لأنه يتسم بالهدوء. وبخصوص الطبوع الأخرى كأغنية الراي والڤناوي اخترنا الفضاء المفتوح، كساحة رياض الفتح التي يمكنها احتواء أكثر من 60 ألف متفرج، ناهيك عن مسرح الهواء الطلق، والذي سيحتضن كذلك حفلة الفنان القبائلي الكبير لونيس آيت منڤلات، الذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة. وأريد أن أضيف شيئا أساسيا وهو توفر الأمن في مختلف الفضاءات المخصصة لاحتضان السهرات الفنية. سجلتم تعاونا مع الفنان الجزائري حميد بارودي الغائب منذ مدة عن الساحة، فما هو هذا المشروع الذي سيتابعه الجمهور في إحدى سهرات المهرجان؟ نعم، قمنا بالتعاون مع الفنان الجزائري المغترب المقيم بألمانيا حميد بارودي، والذي سيقدم مشروعا جديدا أقيم مع مجموعة من الفنانين الجزائريين الشبان الموهوبين وفي مختلف الطبوع الموسيقية واخترنا له اسم ”الجزائر موحدة بالموسيقى”، نظرا لتضمنه أنواعا موسيقية تعكس الثقافة الجزائرية الغنية والتراث الموسيقي العريق الذي وصل إلى العالمية. نلمس حضور الأسماء الشبابية بقوة حتى من خارج الجزائر، فعلى أي أساس قمتم بالاختيار؟ أكيد المعايير الفنية تأتي في المقام الأول، وفي المحافظة لدينا لجنة فنية متخصصة هي التي تقوم بالاختيارات، وعلى سبيل المثال قمنا بجلب الفنانة الجزائرية سميرة براهمية التي حققت نجاحا كبيرا في فرنسا، خصوصا بعد مشاركتها في البرنامج الغنائي ”ذو فويس” في نسخته الفرنسية، بالإضافة إلى الفنان التونسي أحمد الشريف خريج مدرسة ستار أكاديمي، وهو الآخر وصل إلى مكانة عالية في سماء الأغنية العربية، وأسماء أخرى تمكنت من فرض نفسها على الساحة. في الوقت الذي تشرف على مهرجان صيف الموسيقى نعلم أنك محافظ المهرجان الوطني لموسيقى الشعبي، فكيف تجمع بين المهمتين؟ المهمة صعبة، ولكن مع وجود طاقم عمل محترف بجانبي يمكنني تسيير الأمور بشكل جيد، أنا أعشق الأغنية الشعبية ويمكنني سماع الشيخ أمحمد العنقى بدون توقف، وهناك العديد من مطربي الغنية الشبابية لا أعرفهم.