أشرفت، أول أمس، السلطات المحلية لبلدية وادي الزناتي على ترحيل 110 عائلة تسكن بالأحياء القصديرية إلى سكنات لائقة، مودعة بذلك سنوات طويلة من البؤس والحرمان. تدخل هذه العملية في إطار البرنامج الوطني للقضاء السكن الهش. وقد شملت هذه العملية ترحيل عائلات تقطن سكنات هشة بكل من أحياء 20 أوت، بن بولعيد، الشهداء العشرة، التوت ورابح لوصيف، وهي البؤر السكنية القديمة التي تم إدراجها ضمن البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش وفق إحصاء 2007 إلى شقق سكنية جديدة بحي قرب مقبرة الشهداء.عملية الترحيل هذه لم تكن الأخيرة بمدينة واد الزناتي، حيث ستتبعها عملية اخرى من خلال ترحيل 200 عائلة. للإشارة فإن عملية الترحيل هذه امتزجت بين فرحة المرحلين وحزن وسخط للسكان الذين لم يشملهم الترحيل، أين اكد لنا العشرات منهم أن العديد منهم لديهم قرارات استفادة لكنهم غير معنيين بالترحيل لكونهم لم يقوموا بتهديم سكناتهم القديمة، وهو شرط أساسي من طرف السلطات لمنحهم مفاتيح شققهم الجديدة، لكن يقول السكان إن الإشكال الذي حال دون ترحيلهم أن أغلبهم مستأجر لشقة تابعة لأحد الخواص ولا يمكنه هدم مسكن ليس ملكه، فيما تمثل الإشكال الثاني في عدم إحصاء جميع أفراد العائلة المتكونة من عدد كبير من الأفراد خلال إحصاء 2007، ما جعل من عملية الترحيل للمستفيد من تلك العائلة بالمستحيل. هذه الإشكالات أدت بهؤلاء السكان إلى مطالبة السلطات المعنية وعلى رأسها والية الولاية ووزير السكن، بالتكفل بانشغالهم الذي يعتبر مصيريا، حسبهم. الجذير بالذكر أن عملية الترحيل هذه جاءت بعد الاحتجاجات التي قام بها العشرات من المستفيدين من حصة 110 سكن اجتماعي، مدرجة ضمن برنامج القضاء على السكن الهش أمام مقر دائرة واد الزناتي نتيجة ما وصفوه بالوعود الكاذبة للمسؤولين من خلال تماطلهم في كل مرة بحجج واهية لترحيلهم إلى سكناتهم الجديدة.