* بولحية ل”الفجر”: ”النظام لا يقبل بالرأي الآخر ويؤمن بمنطق القوة” أكدت مبادرة ”الموالاة” التي أطلقها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، مدى ”الأنانية السياسية” التي تعيشها التشكيلات السياسية التي تسير بمنطق ”مبادرتي أو لا أحد” حتى بين أحزاب الموالاة، في حين لا تزال أحزاب المعارضة متمسكة بمبادرتها بما لا يدع مجالا للشك حول نية هذه الأحزاب التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى ”عرائس ڤراڤوز” تلعب دور التنشيط السياسي. يكشف الشأن السياسي في البلاد أن السلطة توشك على تبني مبادرة سياسية كانت في الحقيقة من صنيعها بعد أن أشرف على ترتيب محاورها حزب جبهة التحرير الوطني، والتي خرجت للعلن مؤخرا، واتخذت من مبدأ ”الالتفاف حول مشروع الرئيس” منطلقا لمشروعها، وذلك بعد أكثر من سبع مبادرات طرحت على الساحة السياسية، وفي مقدمتها مبادرة الإسلاميين المعروفة بتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، ومبادرة الأفافاس المعروفة باسم الإجماع الوطني، إلى جانب مبادرة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي التي أجهضت قبل بدايتها بعد أن رفضها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني. ورغم أن المبادرات السياسية التي عجت بها الساحة الوطنية منذ رئاسيات 17 أفريل الماضي، شكلت مادة إعلامية دسمة وديكورا سياسيا، إلا أن المتتبعون يجزمون أن السلطة لا تريد تبني أي مبادرة ليست من صنيعها رغم الضغوطات التي تمارسها أحزاب المعارضة. وحول مصير وأهداف المبادرات السياسية التي أعلنت عنها مختلف التشكيلات السياسية، قال القيادي السابق في حركة الإصلاح وعضو مؤسس لمبادرة جمع شمل الإسلاميين، محمد بولحية، في اتصال مع ”الفجر”، إن الأنظمة العربية المتسلطة والسلطة في الجزائر خاصة، ترفض قبول أي مبادرة سياسية وتؤمن بمبدأ القوة وسياسة ”فرق تسد”، مشيرا إلى أن المبادرات السياسية لا يمكنها أن تنجح إلا إذا لقيت دعما مسبقا من طرف السلطة. وبشأن مبادرة سعيداني، أوضح أنها تصب في اتجاهات السلطة التي تريد أن تمدد عمرها بجرعة.