الرسالة جاءت في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن سر خطاب المهادنة الذي تبناه الأفافاس مؤخرا سعيداني يعتبر انسحاب آيت أحمد من الحياة السياسية خسارة كبيرة وجّه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعيداني، دعوة إلى الزعيم التاريخي للأفافاس حسين آيت أحمد، للعودة والالتحاق بالحراك السياسي الذي تشهده البلاد. في مبادرة منه من أجل ما اعتبره "السعي لتجميع وتعزيز صفوف من سماهم "بمحبي الوطن"، خدمةً للصالح العام والعمل من أجل "المصلحة الوطنية، وحماية البلد من الأخطار التي تحدق به". واعتبر سعيداني أن ابتعاد حسين آيت أحمد عن الحياة السياسية هو خسارة كبيرة، نظرا "إلى عطائه ومساهمته الفكرية والسياسية في النقاش الوطني". كما عبّر الأمين العام للأفلان عن عرفانه وتقديره لكل ما قام به "الدا الحسين" منذ التحاقه المبكر بالثورة التحريرية، حيث جاء في الرسالة التي خاطب فيها آيت أحمد بالأخ الأكبر قائلا "نضالكم المبكر من أجل تحرير الشعب الجزائري من المستعمر الفرنسي.. والدور التاريخي الذي لعبته طيلة الثورة في أعرق منظمات الكفاح، إضافة إلى الخبرة والوعي التي اكتسبته على المستوى الدولي.. هذا الأمر الذي خدم أفكاركم السياسية، وأعطى لها القوة والشرعية، عندما تعلق الأمر بالدفاع على المبادئ النبيلة التي أنارت حياتكم". وختم سعيداني رسالته التي بعث بها إلى آيت أحمد، بتقديم دعوة لهذا الأخير من أجل عقد لقاء بين الطرفين، الذي قال إنه في انتظاره من أجل "الاستفادة من نصائح وخبرة الدا الحسين". وتأتي هذه الرسالة في الوقت الذي تطرح فيه وضعية أقدم حزب معارض في الجزائر، حيث كثر الحديث عن سر خطاب الموالاة الذي تبناه الأفافاس في المدة الأخيرة وتخليه عن خطاب المعارضة. في ظل الانتقادات التي وجهت للحزب بسبب التزامه الصمت تجاه ما شهدته الساحة السياسية مؤخرا على غرار التعديلات التي قام بها رئيس الجمهورية، وهو ما اعتبره البعض أنه نوع من الرضى ودخول الأفافاس في خط السلطة. بينما يرى بعض المتتبعين للشأن السياسي، بأن حزب الأفافاس منهمك بملفات تنظيمية داخلية للحزب من أجل مشروع نظام داخلي جديد، فمنذ استقالة "الدا الحسين" من الحزب السنة الفارطة، شهد هذا الأخير إعادة هيكلة وتنظيم صفوف مناضليه تحسبا للمستجدات السياسية القادمة وانتقاله من حزب جهوي إلى محاولته كسب نقاط قوية في باقي ولايات الوطن. من جهته، نفى الأمين الأول للأفافاس أحمد بطاطاش أن يكون الأفافاس قد غير خطه السياسي، مؤكدا ثبات حزبه على نهج المعارضة السلمية، وأوضح أن مواقف الحزب من الأحداث الجارية، تتطلب التريث وعدم التسرع، "لأننا كحزب مسؤول، لا يتخذ المواقف بسرعة وتسرع، وسنتخذ المواقف بتريث عندما تكون الرؤية السياسية واضحة لدينا".