* المحامي مشري: ”العدالة ليست وسيلة للإنتقام” * المحامي بورايو: ”موكلي راح رهينة إجراءات الانتقام من والده الجنرال” قضت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة أول أمس، بإدانة المدعو ”عمار نسيم بن حديد” بعام حبس موقوف النفاذ و50 ألف دج غرامة نافذة، مع تحميله كافة المصاريف القضائية عن تهمة حيازة سلاح ناري بدون رخصة. هذه القضية التي عالجتها محكمة بئرمرادرايس على مدار ساعة كاملة، بحضور نخبة كثيرة من رجال الإعلام من جرائد وقنوات عديدة، وشاب جو المحاكمة نوع من الفرح بعد إطلاق سراح نجل الجنرال بعد النطق بالحكم، الذي بعث السعادة في نفس أفراد عائلته وجملة من أصدقائه وأصدقاء عائلته الذين حضروا جلسة المحاكمة التي كان فيها الجو مكهربا، عقب المرافعات الساخنة التي أطلقت فيها هيئة الدفاع العنان للسانها وراحت تسرد خلفيات القضية. نجل الجنرال:”لم أُخرج السلاح من المنزل بدافع الانتقام” وخلال مثول نجل الجنرال بن حديد في جلسة المحاكمة، صرح أنه فعلا قام بإخراج السلاح الناري من المنزل قائلا بالحرف الواحد:”أعجبني السلاح فأخرجته معي للحي ومن شدة إعجابي به قررت إبقاءه معي، ولكن بعد أن اتصل بي أحد أصدقائي للذهاب معه بغرض شراء وجبة الفطور، قررت إخفاء السلاح في بستان أحد الجيران في الحي الذي أقطن فيه، وعندما عدت حتى أعيده للمنزل أخبرني شقيقي أن والدنا عاد من فرنسا وهو ينتظرني بالمنزل، فنسيت أمر السلاح الناري”. النيابة تلتمس تسليط أدنى عقوبة على نجل الجنرال التمس وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، تسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا و500 ألف دج غرامة مالية نافذة مع مصادرة السلاح المحجوز. المحامي بورايو خالد: ”تضخيم قضية موكلي سببها الانتقام من الجنرال بن حديد” وأكدت هيئة دفاع نجل الجنرال بن حديد حسين، على رأسها المحامي بورايو خالد خلال مرافعتها في الملف، والتي جاء فيها:”القضية بسيطة وتضخمت، موكلي مجرد طالب انتهز غياب الأم عن المنزل وأخذ مسدسا لم يستعمله إطلاقا”. القضية تعود وقائعها لتاريخ 17 سبتمبر المنصرم عند قيام بستاني بأحد أحياء بوزريعة بالتبليغ عن وجود مسدس في مخبأ في سور الحديقة التي يشتغل بها بمنزل أحد جيران الجنرال بن حديد حسين، وعندها قام نجل الجنرال بالتصريح لدى مصالح الأمن أن المسدس ملك لوالده وأنه هو من قام بإخفائه بالحديقة، ليتم بذلك إطلاق سراحه في 18 من سبتمبر. ولكن بعد أن أدلى الجنرال بن حديد حسين بالتصريحات التي اعتبرتها السلطات المعنية مساسا بأمن الدولة، قامت النيابة بإصدار أمر للضبطية القضائية تمثل في توقيف المتهم وهو نجل الجنرال بتاريخ 29 سبتمبر المنصرم، وتم تأويل الأحداث من أجل اتهام نسيم عمار بن حديد بحيازة السلاح بدافع الانتقام من غريمه الذي كان قد تخاصم معه بتاريخ 17 سبتمبر، وهذا كله بهدف الانتقام من والده على التصريحات الصحفية التي أدلى بها، والتي اعتبرت مساسا بأمن الدولة وإفشاء الأسرار المتعلقة بالدولة الجزائرية. بورايو: ”النيابة استعملت حيلة إجرائية خطيرة لتوقيف موكلي” يواصل المحامي بورايو.. ”النيابة طلبت من الضبطية القضائية وضع موكلي وهو نجل الجنرال بن حديد، تحت النظر، والشاب رفض إمضاء المحضر بمكتب قاضي التحقيق، لأول مرة في تاريخي المهني أجد قضية دون محضر استجواب، ووضع موكلي تحت النظر بإجراءات التلبس حيلة إجرائية خطيرة استعملت ضد موكلي وتسببت في بقائه بالحبس المؤقت شهرا كاملا”، وأضاف المحامي بورايو أن موكله كان رهينة إجراءات الانتقام من الجنرال بن حديد حسين ، مؤكدا أنه لا يريد تسييس القضية. المحامي مشري بشير:”العدالة ليست وسيلة للانتقام” وجاء في معرض مرافعة المحامي مشري بشير، أن التهمة أصلا كان تكييفها خطأ منذ البداية، وأن الإجراءات سيست القضية، مؤكدا من خلال مرافعته أن قاضي التحقيق كان مأمورا بإيداع موكله الحبس، وأوضح أن موكله كانت قد استجوبته الضبطية القضائية بتاريخ الوقائع وأخلت سبيله، وبعد 10 أيام تطلب النيابة من الضبطية القضائية وضعه تحت النظر. وطالب أن تكون العقوبة في مستوى التهمة وحبذا لو تكون رمزية مع وقف التنفيذ، وأكد خلال مرافعته أن النيابة انحرفت عن وظيفتها في هذه القضية. المحامي بورايو ل”الفجر”: ”يجب على الهيئات القضائية في الجزائر تطبيق القانون كما يجب” وجاء في تصريح المحامي بورايو خالد لجريدة ”الفجر”:”النيابة انحرفت عن وظيفتها ولو لم تكن قضية والده في الواجهة لكانت القضية جد بسيطة.. موكلي لا يستحق وضعه في السجن، خاصة وأنه طالب جامعي. يجب أن تكون الإجراءات صريحة وواضحة، ويجب أن يطبق القانون في هذا الوطن كما يجب وليس بدافع الإنتقام بسبب مشاكل فردية، صراحة ننتظر أن تكون قضية والده عادلة”، موضحا بأن التحقيق فيها لايزال مستمرا إلى حد الساعة..