* لندن اقترحت على القاهرة إنزال قوات خاصة في سيناء للقضاء عليه تعزّزت فرضية تعرض ”إيرباص أ-321” الروسية التي سقطت مؤخرا في شبه جزيرة سيناء ومقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 من ركاب وأفراد طاقمها، لهجوم إرهابي لتصبح شبه مؤكدة بعدما وقّع الرئيس فلاديمير بوتين، مرسوما بشأن فرض بموجبه حظرا مؤقتا على الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر اعتبارا من الثامن نوفمبر الحالي في انتظار الوقوف على أسباب سقوط الطائرة وتفككها في الجو. وورد في نص المرسوم أنه ”يُفرض الحظر المؤقت على شركات الطيران الروسية نقل المواطنين من أراضي روسيا الاتحادية إلى أراضي جمهورية مصر العربية”. كما منعت الوثيقة الشركات السياحية من بيع تذاكر الرحلات إلى مصر للمواطنين. وأعلنت لجنة الطيران الروسية، في وقت سابق أن العلبتين السوداوين ل”إيرباص أ-321” المنكوبة لم تسجلا أية بيانات تدل على خلل في أجهزة وأنظمة الطائرة قبل تحطمها. وأفادت اللجنة على موقعها الإلكتروني، مساء السبت، بأن صندوق الطائرة الأسود الذي يسجل معالم عمل أجهزتها وأنظمتها المختلفة توقف عن التسجيل عندما بلغت الطائرة ارتفاع 9.4 ألف متر، مشيرة إلى أن الطيران قبل تلك اللحظة كان يسير بصورة طبيعية، دون أن تسجل أي معلومات عن حدوث أعطال فيها. كما ذكرت اللجنة أن عملية جمع وفحص أجزاء الطائرة في مكان الكارثة لازالت متواصلة، لافتة إلى أن حطام الطائرة تم العثور عليه في منطقة تمتد لأكثر من 13 كيلومترا. يذكر أن ممثلين عن روسيا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيرلندا، يعملون الآن ضمن لجنة التحقيق المصرية في ملابسات سقوط الطائرة. الكرملين يؤكد تسلمه بيانات من لندن بشأن الكارثة ومن جهته أكد الكرملين أن الجانب البريطاني سلم موسكو بيانات بشأن الكارثة. وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريح أمس: ”يمكنني أن أؤكد أن الجانب البريطاني قدم فعلا بيانات معينة”. ولم يكشف بيسكوف طبيعة تلك البيانات، ولم يرد على سؤال عما إذا كانت تلك المعلومات قد أثرت على القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي حول تعليق تحليق الطائرات الروسية إلى مصر. وكانت الخارجية البريطانية قد أكدت في وقت سابق تسليم موسكو كل ما كان لديها من معلومات استخباراتية حول ملابسات تحطم الطائرة الروسية. وقالت متحدثة باسم الوزارة: ”قدمنا لهم كافة المعلومات التي كان بإمكاننا مشاطرتها، كما أننا بحثنا جميع استنتاجاتنا مع الشركاء”. وتتجه أصابع الاتهام باستهداف ”إيرباص أ-321” ، إلى ”أبو أسامة المصري” ، والذي لم تعرف ملامحه بعد، حيث ظهر ”مموه الوجه” في صور ولقطات فيديو سابقة، مع متطرفين في تنظيم ”ولاية سيناء” الذي أعلن الولاء، في نوفمبر الماضي، للإرهابي ”الداعشي” أبو بكر البغدادي. وظهر ”أبو أسامة” بالصوت في فيديو بثه التنظيم يوم سقطت ”إيرباص أ-321” ، قال فيه عبارته الشهيرة: ”نحن من أسقطناها موتوا بغيظكم” في إشارة إلى ”ايرباص 321” الروسية. و نشرت ”صنداي تايمز” البريطانية، أن ”أبو أسامة المصري” هو العقل المدبر في ”إسقاط” الطائرة ومقتل 224 كانوا على متنها، مستندة إلى معلومات لدى الاستخبارات البريطانية، وأن مسؤولين بريطانيين أعلنوا عن ”الاستعداد لمساعدة مصر أو روسيا في مهمة قتل أو اعتقال ”أبو أسامة” قد تستدعي إنزال عناصر من قوات بريطانية خاصة” في سيناء. وأضافت الصحيفة، أن مسؤولين في الاستخبارات، مقتنعين بأن ”أبو أسامة المصري” تلقى مساعدة من داخل مطار شرم الشيخ لتسريب قنبلة ودسها في حقيبة أحد المسافرين على متن الطائرة، فيما لو اتضح تعرضها لعمل إرهابي. وقالت مصادر أمنية، إن أبو أسامة المصري، ويدعى محمد أحمد علي، من أبناء محافظة شمال سيناء، عمره 37 عاماً، وينتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش، كما أنه اعتنق الفكر المتطرف منذ عدة سنوات، وتلقى تدريبات على مستوى عالي بقطاع غزة وسوريا. وأضافت المصادر، أنه كان يتردد بين مصر وقطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية ويتنقل بالمناطق الصحراوية بين مدينتي رفح والشيخ زويد وسط حراسة أمنية من عناصر التنظيم والذين يحملون الجنسية المصرية. وقد ظهر في العديد من مقاطع الفيديو، متحدثاً عن تنظيم داعش وشرعية ما يقوم به من عمليات إرهابية، وبدت على يديه في تلك المقاطع علامات مرض ”البرص”، كما أنه كان حاضراً في الفيديوهات الخاصة بتفجير كمين ”كرم القواديس”. ويذكر أنّ طائرة الركاب الروسية التابعة لشركة ”كوغاليم آفيا” من طراز ”ايرباص 321” تحطمت في 31 أكتوبر الماضي في سيناء أثناء قيامها برحلة من شرم الشيخ إلى سانت بترسبورغ. وأودت المأساة بحياة جميع ركابها والطاقم البالغ عددهم 224 شخصا.