أكد تقرير لجنة العقوبات في الأممالمتحدة، أمس، أن ”المرابطون” و”أنصار الشريعة” الإرهابيين لا زالا يستخدمان الأراضي الليبية كقاعدة خلفية لشن هجمات في الدول المجاورة. أوضح التقرير الأممي أن تنامي نفوذ تنظيم ”داعش” الإرهابي وتمدده في ليبيا، أضعف التنظيمات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، على غرار أنصار الشريعة في درنة، وبنغازي، وتونس، وتابع بأنه بالعودة إلى تمدد داعش بليبيا، فإن قادة التنظيم الإرهابي يسعون إلى استغلال تفشي الفوضى الناجمة عن تحالف المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والميليشيات المتشددة، لترسيخ تواجدهم بعيدا عن مناطق نفوذهم بسوريا والعراق. ورغم المخاطر التي يمثلها ”داعش ليبيا” على أمن واستقرار المنطقة، إلا أن التقرير الأممي اعتبر أنه يعاني من ضعف في التمويل، على عكس ”داعش سوريا والعراق”، في حين أن الميليشيات المرتبطة بالقاعدة تحافظ على مصادر تمويلها بما يكفي لتنفيذ عملياتها. وجاء في تقرير وضعه خبراء في الأممالمتحدة ويعملون في لجنة العقوبات، أن تنظيم ”داعش ليبيا” يعتبر ”تهديدا أكيدا”، وقدر عدد عناصره بين 2000 و3 آلاف، منهم 1500 في سرت، مشيرا إلى استفادته من المكاسب التي حققها على الأرض بعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وأوضح أن ليبيا التي تقع في نقطة وسط بين الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، ”تكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للمسؤولين في التنظيم الإرهابي الذين يعتبرون أن هناك فرصة ممتازة لتوسيع مناطق سيطرة الخلافة المزعومة”، لكن التقرير يفيد بأن التنظيم يواجه مقاومة شديدة من السكان كما يجد صعوبة في إقامة تحالفات محلية. ويظهر التقرير أن تنظيم داعش في ليبيا يبدو عاجزا عن التوسع سريعا انطلاقا من المواقع التي يسيطر عليها حاليا في ليبيا، مضيفا أنه ”قادر بالطبع على شن هجمات إرهابية في ليبيا، إلا أن العدد المحدود لمقاتليه لا يتيح له تحقيق توسع سريع والسيطرة على مناطق جديدة، خصوصا أن التنظيم لم يتمكن من جذب سوى نحو 2000 مقاتل أجنبي، غالبيتهم من دول المغرب العربي، وهو غير قادر على التجنيد على المستوى الدولي كما يحصل في سوريا والعراق”. وبالرغم من صعوبة ”تمدد” تنظيم داعش في ليبيا، فإن تقارير إعلامية تحدثت عن أن مقاتلين من التنظيم الذين ينشطون في مدينة سرت وسط ليبيا، يتدربون حاليا على قيادة الطائرات من خلال جهاز محاكاة ”سميوليتر”.