أجاب منتصف الأسبوع الحالي، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عن جملة من الأسئلة المتعلقة بقطاع الثقافة والاستراتيجية التي ستنتهجها الوزارة لتطويرها، كما أعطى العديد من التوضيحات فيما يخص العراقيل التي تعطل الانطلاق في الاستثمار الثقافي الذي تدعو إليه الوزارة منذ أشهر، وحماية الممتلكات التراثية وكيفية تثمينها، وكذا إعادة تنظيم المهرجانات بالجزائر في 2016. ودعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، إلى ”حماية قصوى” للمواقع الأثرية المحمية عبر تكثيف التنقيب والتنقيب الوقائي وأيضا عبر الاستغلال الاقتصادي للممتلكات التراثية. وشدد الوزير ميهوبي،على ”التأهيل التقني للمتدخلين في المواقع المحمية لضمان ”حفظ أمثل” لها وحتى ”لا تكون القطاعات المحمية عائقا في وجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المعنية”. وأعلن الوزير في هذا السياق، عن تنظيم لقاء مع مسؤولي الحظائر والدواوين الثقافية الجزائرية من أجل ”تحديد مهام” كل طرف وكذا إقرار متابعة ودفتر شروط لعمليات التنقيب وجعل هذه المؤسسات أطرافا فاعلة ”في التنمية المحلية”. وألح الوزير أيضا على ”تثمين البحث العلمي في مجال التراث عبر استعمال أحدث التكنولوجيات” بهدف تقديم ”قيمة مضافة” للقيمة التراثية للمواقع، وتمثل عمليات ”التنقيب الوقائي” الهادفة إلى تأمين الآثار قبل البدء باستغلال الموقع، جانبا آخر يجب ترقيته على عجل حتى لا تكون المحافظة على التراث عائقا في وجه مشاريع التنمية المحلية. وأوضح وزير الثقافة أن التأخر في عمليات تثمين ضريح الملك النوميدي ماسينيسا، الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وآثار المدينة القديمة تيديس ناجم عن ”الخلاف” بين مكاتب الدراسات الجزائرية والأجنبية المتواجدة في هذه المواقع الذي أدى لفسخ العقود. وكانت عمليات إعادة التأهيل هذه، والتي تعد متوقفة حاليا، قد سجلت في برنامج ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لسنة 2013 في إطار التحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 التي تختتم فعالياتها في أفريل المقبل. وفي رده على سؤال حول التأخيرات المسجلة في التطبيق الفعلي لبرنامج حفظ قصبة الجزائر، قال ميهوبي أن الوضع يستوجب ”إعادة تكييف” دفاتر الشروط للمؤسسات مع القانون الجديد الخاص بمنح الصفقات العمومية. وبخصوص عملية إعادة الإعتبار للمدينة القديمة لقسنطينة، التي شرع فيها في 2013 وتوقفت فيما بعد، أكد ميهوبي بأن الوضع انفرج مؤخرا بعد 8 أشهر من توقف الأشغال. وعن سؤال بخصوص استغلال التراث اللامادي المصنف من قبل منظمة اليونسكو، قال الوزير أن قطاعه يعمل على إيجاد ”بعد اقتصادي وسياحي” للتظاهرات كالسبيبة بجانت وأسبوع المولد بالڤرارة، بحيث تنوي الوزارة في هذا الشأن إلى ”تنظيم لقاءات مع القطاع السياحي ومتعامليه” من أجل توفير ”خارطة” المواقع الأثرية والتظاهرات الكبرى والمهرجانات التي تعد ”رصيدا اقتصاديا يتعدى عملية التصنيف”. وحول أولويات وزارته في مجال التراث، ذكر الوزير عدة مواقع تاريخية وأثرية تتطلب التنقيب والجرد بكل من وهران وسوق اهراس وأيضا بتبسة، إضافة إلى ترميم قصبة الجزائروالمدينة القديمة بقسنطينة وضريح النوميدي الملكي إيمدغاسن بباتنة، واكتفى الوزير فيما يتعلق بإعادة تنظيم المهرجانات لعام 2016، بالقول أن هذه العملية تجد تبريرها في عملية أخرى تخص تقييما مدعما من طرف المفتشية العامة للمالية التي ”أبدت تحفظات وملاحظات بخصوص تسيير المهرجانات” إضافة إلى وجود تشابه بين بعض المهرجانات. وأشار الوزير فيما يخص الإستثمار الثقافي في قطاع الثقافة أن هذا الملف يتطلب أيضا ”سلسلة لقاءات متخصصة” مع الفاعيلن في مختلف القطاعات من أجل ”تحديد أفضل لاحتياجات كل طرف”.