أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تعيش لحظة تاريخية تتحقق فيها إرادة الشعب الإيراني ويسمع فيها العالم صوت السلام والمجد والحضارة لإيران وأن تطبيق الاتفاق النووي فتح فصلا جديدا في العلاقات بين إيران والعالم مهنئا الشعب الإيراني باليوم التاريخي لرفع العقوبات عنه. وأوضح روحاني في بيان وجهه إلى الشعب الإيراني بمناسبة تطبيق خطة العمل المشترك الشاملة بين إيران ومجموعة (5+1)، إن إيران اليوم تمر بمرحلة انتقالية من الحظر إلى التنمية، وهي بحاجة إلى العمل والإبداع والاستثمار واجتازت المنعطف الاقتصادي الخطير. وشدّد روحاني على أن الاقتصاد المقاوم سيبقى الاستراتيجية الوطنية وأن تطبيق الاتفاق النووي لن يضر بمصالح أي بلد وأصدقاء إيران فرحون به وعلى الآخرين ألا يكونوا قلقين منه. وأضاف روحاني إن الجميع مسرورون إلا الصهاينة وأولئك الذين يزرعون الفتن والفرقة والمتطرفين في أمريكا. ولفت روحاني إلى أن إيران اجتازت العداءات والمؤامرات والتشكيك في برنامجها النووي وهي اليوم تمد يد الصداقة إلى العالم مبينا أن تطبيق الاتفاق فنّد المزاعم حول الطابع العسكري للبرنامج النووي الإيراني واعترف بحقوق إيران النووية. وأشار روحاني إلى أنه لدى إيران جاهزية كاملة للدفاع عن كيانها وهي تحمل رسالة السلام والاستقرار والأمن للمنطقة والعالم . وكانت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، أعلنت ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المجتمع الدولي قد رفع كافة العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي لإيران وذلك تنفيذا للاتفاق الذي وقع في الرابع عشر من جويلية الماضي. وقالت موغريني في مؤتمر صحفي مشترك مع ظريف في العاصمة النمساوية فيينا أمس إنّ تطبيق البرنامج الثنائي بين إيران ومجموعة (5+1) هو إنجاز تاريخي، عادل وقوي ويعطي الأمل للجميع وأن البدء في تطبيقه سيؤدي إلى السلام والاستقرار في العالم كله مشددة على أن هذا النجاح يظهر تماما بأنه من خلال الإرادة السياسية والصبر والدبلوماسية يمكن تحقيق تقدم وإيجاد حلول لكافة المشاكل. نتنياهو: ”ستواصل تل أبيب متابعة أي خروقات من جانب طهران للاتفاق” وفي السياق، قال رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس، بأن الكيان سيواصل متابعة أي خروقات إيرانية للاتفاق النووي مؤكدا أنه يتوجب على المجتمع الدولي فرض عقوبات صارمة وخطيرة على طهران في حال خرقها إياه. وأضاف أنه لولا الجهود التي بذلتها تل أبيب في هذا المضمار لكان الإيرانيون قد حصلوا على سلاح نووي منذ مدة. واشار نتنياهو الى ان حكومته تعكف حاليا على استكمال المداولات مع الإدارة الأمريكية حول حجم المساعدات الأمنية التي ستمنحها واشنطن لإسرائيل خلال العقد المقبل مشددا على أهمية هذه المساعدات في التصدي لكل التهديدات وفي مقدمتها التهديد الإيراني. ومن جانبه وصف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، رفع العقوبات عن طهران بالخطوة الصحيحة الوحيدة للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا على انه لولا مشاركة روسيا لما حدث ذلك. وكتب بشكوف، تغريده على صفحته في ”تويتر”، ” الاتفاق بشأن إيران، ورفع العقوبات عنها… تقريبا الخطوة الصحيحة الوحيدة للسياسة الخارجية لأوباما في ولايته الثانية وما كان لهذا أن يحدث لولا مشاركة روسيا”. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر أمرا تنفيذيا بإلغاء العقوبات الأمريكية على إيران، وذلك إثر إعلان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران أوفت بالتزاماتها بشأن النووي الإيراني. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي في فيينا أن إيران اتخذت خطوات كبرى ولابد من الإقرار بذلك على الرغم من أن ”القياس الحقيقي والكامل لهذا الاتفاق سيكون فقط من خلال ضمان الامتثال الكامل على مر السنوات المقبلة”، مؤكدا ”من خلال تطبيق الاتفاق بصورة كاملة يمكن للأسرة الدولية العمل على حل التحديات الإقليمية الأخرى بما في ذلك الأزمة في سورية التي تم إحراز تقدم كبير على مستواها خلال الأشهر القليلة الماضية”. وتجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد صرّح لدى وصوله فيينا، يوم السبت ”اليوم يوم طيب وسعيد للشعب الإيراني والعقوبات سترفع”، مضيفاً أنه يوم سعيد أيضاً ”للمنطقة” و”العالم”. ويذكر أن وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف، قد وصلا، السبت، إلى العاصمة النمساوية فيينا لإنهاء بداية تطبيق مضمون الاتفاق الذي ينص على رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.