مكن ضغط السلطات الولائية على مؤسسة الجزائرية للمياه في ولاية عنابة، من اتخاذ مصالح هذه الأخيرة بصفة عاجلة كل التدابير اللازمة لتهيئة وإصلاح مختلف الأعطاب التي مست قنوات مياه الشرب جراء تساقط الأمطار المعتبرة مؤخرا. تعد بلدية برحال مثالا للمعاناة مع الماء، حيث بلغ عمر الأزمة أكثر من 3 سنوات كاملة جراء الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب، أوتميز هذه الأخيرة باحتوائها على نسب هائلة من مادة الكلس السامة. وتطلب الأمر استدعاء والي الولاية للمسؤولين عن هذه المؤسسة الحيوية من أجل إطفاء نيران الاحتجاجات التي شنها سكان حي طاشة وغيرها من الأحياء، تنديدا بحالة العطش التي دامت أكثر من أسبوع كامل بسبب تلف القنوات الرئيسية لتوزيع مياه الشرب. فبعد استنفاذ كامل محاولات الضغط على مصالح المؤسسة للتدخل والقيام بمهام الصيانة كان الخروج إلى الشارع السبيل الوحيد لاستعادة مياه الشرب. وعبر بلدية البوني وتحديدا حي 900 سكن، تكرر ذات السيناريو، ليتم التدخل لصيانة القناة الرئيسية وإعادة مياه الشرب لحنفيات الزبائن بعد غياب دام أسبوعا كاملا عانى نتيجته سكان البلدية الأمرين في جلب المياه من الخزانات المجاورة تحت ظروف جوية صعبة للغاية. من جانبها كان لبلدية وسط عنابة هي الأخرى نصيبها من شح مياه الشرب في عز تهاطل الأمطار والثلوج، ليتم تدخل المصالح المعنية بحي الأمير عبد القادر للإشراف على أشغال إصلاح عطب إحدى القنوات الفرعية. وتجدر الإشارة أن أشغال الجزائرية للمياه كانت قد تسببت في إتلاف كلي للطرقات والأرصفة جراء عمليات الحفر، ليتم ردم هذه الأخيرة بشكل عادي بالتراب وبقائها على حالها، قبل تدخل مصالح مديرية الأشغال العمومية لإعادة تعبيد الطرقات وتهيئة الأرصفة التي سبق أن خصصت لها أغلفة مالية بالملايير سابقا، ليتم مرة أخرى صرف أغلفة مالية أخرى لإعادة ما تم القيام به بالأمس، وليتكرر واقع تنمية غير مفهومة أبدا في بلديات ولاية عنابة، والتي إما أن تُهمش بعضها كليا على غرار البلديات الريفية مثل العلمة، الشرفة التريعات، أويتم التركيز بشكل عشوائي على البعض الآخر منها مثل البوني، عنابة وسط، الحجار وغيرها. ويعتبر الواقع التسييري لمؤسسة الجزائرية للمياه بعنابة، الذي مازال ملف تبديد 13 مليار سنتيم من ميزانيتها أيام كانت مؤسسة ”سياتا” لدى المصالح القضائية، أمرا انعكس بشكل سلبي على نشاطات مصالحها، خاصة تلك التي تتعلق بأشغال الصيانة والتهيئة والتي تحتاج بشكل ماس لوسائل مادية وبشرية معتبرة لتغطية العجز الذي يعتبر السبب المباشر في الحالة المتدهورة للقطاع عبر نقاط تراب بلديات عنابة.