تنظم جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، شعبة علم الآثار لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالشراكة مع معهد الآثار لجامعة الجزائر 2 والمتحف الوطني عبد المجيد مزيان بالشلف، ملتقى وطني ثان، تحت عنوان دور الحفريات في إثراء الخريطة الأثرية الوطنية، وهذا يومي 12 و13 أفريل القادم، بالقطب الجامعي أولاد فارس بالشلف. وتعكس الحضارة طريقة الحياة والإنجازات المادية والفكرية والروحية للمجتمع التي تختفي مع مرور الزمن، ولكنها لا تفنى كليا، بل تبقى بعض عناصرها مدفونة تحت الأرض، ولأن دراسة الماضي والاستفادة من تجاربه على اختلافها، تعد وسيلة من وسائل بناء الحاضر وتطويره على أسس علمية، فلا يزال التنقيب الأثري هو الأسلوب المنتهج للكشف عن آثار الماضي للحضارات القديمة، بل أصبح علما قائما بذاته - علم الحفائر - الذي يهتم بالكشف عن مخلفات الماضي وفق أسس ومناهج علمية، حتى يتسنى للباحث الاستفادة من المكتشفات الأثرية في كتابة التاريخ وحفظه للأجيال من جهة، والتعرف على بقايا الأطلال والمقتنيات الفنية لمعالجتها وعرضها من جهة أخرى. وإيمانا بإنجاز خريطة أثرية وطنية بقدر ما تزخر به الجزائر من مخلفات حضارية وتراثية، وخاصة ما أسفرت عنه توصيات الملتقى الوطني الأول حول ”آليات تحديث الخريطة الأثرية بالجزائر”، تشكل الحفريات حجر الأساس في الدراسات الأثرية من خلال تقديمها للمادة الخام (مكتشفات علمية جديدة) للتفكير العلمي والتاريخي ومصدرا هام في إثراء الخريطة الأثرية الوطنية للجزائر. وكشفت الجهات المنظمة للملتقى أن الإشكالية التي ستطرح خلال الملتقى الوطني الثاني، تتمثل في ”دور الحفريات الأثرية في كشف الحقائق التاريخية وإنتاج المعارف العلمية لإثراء الخريطة الأثرية الوطنية”، كما سيتناول الملتقى عدة محاور نذكر منها، دور الحفريات الأثرية في تعزيز الهوية الوطنية والآليات التكنولوجية الحديثة في التنقيب الأثري والحفريات الوقائية والمشاريع الكبرى والمحافظة وتأهيل المواقع الأثرية لاستغلالها في السياحة الثقافية. أما عن أهداف الملتقى، نشير إلى استغلال المكتشفات الجديدة في كتابة التاريخ الوطني، وتحديث التقنيات والوسائل العلمية للكشف عن المواقع الأثرية الوطنية، وتشجيع البحث الأثري وتقديم معلومات علمية جديدة، ونقل المعرفة التاريخية والعلمية للأجيال المستقبلية ونشر الثقافة التراثية والحس الأثري لدى المجتمع، والمساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال المكتشفات الأثرية.