انخرط الأفافاس والأرسيدي، وهما من بين أهم الأحزاب التي كانت تدعم أرضية مزفران، في العمل الميداني والتحضير للاستحقاقات السياسية ل2017، بعدما سجلا أن ندوات العاصمة والفنادق لن تزيد سوى في توسع المساحة بينها وبين القاعدة، ومنه تقليص حظها في المجالس المحلية والوطنية في الاستحقاقات القادمة، وهو ما عكسته الخرجات الميدانية لقيادات الحزبين اللذين فضلا العودة للقواعد، حيث تكشف أجندتهما السياسية عن لقاءات مرتقبة بمختلف ولايات الوطن. طريقة تعاطي أحزاب المعارضة التقليدية مع ندوة التغيير، تبشر برفضها وعدم اقتناعها بارضية ”مزفران 2”، وعلى هذا الأساس، كثف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من خرجاته الميدانية في الوقت الذي كان القادة البارزين في التنسيقية يحضرون للقاء منذ أشهر ويتحركون شمالا ويمينا لحشد الأنصار. وفي هذا الاتجاه، عقد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ندوات ميدانية مع الشباب، بالعديد من الولايات، وهي الشريحة التي تعود الحزب على استغلالها في المواعيد الانتخابية، حيث تم عقد الحزب ثلاثة لقاءات بعاصمة الأوراس باتنة، وهي اللقاءات التي تمخضت عنها دورات تكوينية للشباب في العمل السياسي ورفع سقف الانخراطات وطريقة الإقناع والخطاب السياسي. ونظم الأرسيدي، أيضا دورات تكوينية لفائدة الشباب بولاية البليدة، وقبلها بالعاصمة، وهي اللقاءات التي ستتبعها لقاءات أخرى بولايات عديدة لفائدة الشباب دائما. ونفس العمل الميداني يقوم حزب جبهة القوى الاشتراكية، بجولات في ولايات الشرق والغرب والجنوب، حيث تزامن تحضير لقاء المعارضة لندوة مزافران، وتكثيف الافافاس للقاءاته الجهوية، اشرف عليها الامناء الوطنيين للحزب، بكل من ولاية سيدي بلعباس، عين الدفلى، الشلف، والوادي، وقبلها البويرة وبجاية وولايات أخرى. ولم يكلف الأفافاس هذه المرة نفسه حتى عناء إيفاد ممثل عنه لندوة مزفران، بل حسم الأمر منذ اللقاء الأول، واختار العودة مجددا لمناضليه بالقواعد، مقتنعا أن سباق الرئاسيات الذي تتنافس عليه بعض الأحزاب المشاركة في الندوة، لم يكن يوما من أهدافها السياسية، كما أن الخريطة السياسية الحالية فرضت حصارا جديدا على الحزبان، سيما بعد ميلاد أحزاب جديدة منافسة لها. وعلى هذا الأساس، لاتزال الأجندة السياسية لكلا الحزبان تتضمن لقاءات جوارية ونشاطات لتعزيز الروابط مع القاعدة، وإعادة بعثها قبل استحقاقات انتخابية لسنة 2017.