تطرق عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بأمانة الشباب والطلبة في حوار خص به »صوت الأحرار« إلى عدد من القضايا التي تهم الحزب العتيد في مقدمتها القطاع الذي يشرف عليه، كاشفا عن ضبط برنامج لفائدة الشباب والطلبة من خلال تنظيم 10 ندوات جهوية تختتم بندوة وطنية يشرف عليه الأمين العام عمار سعداني، مؤكدا في سياق آخر أن عقد المؤتمر العاشر بعد تعديل الدستور قرار صائب حتى تكون مواثيق المؤتمر منسجمة ومتوافقة مع الدستور المقبل. في البداية، هل لنا أن نعرف الدور الحقيقي الذي تضطلع به أمانة الشباب والطلبة بحزب جبهة التحرير الوطني؟ إن أمانة الشباب والطلبة قطاع مستحدث منذ زمن قريب، هدفه العمل على تحسيس الشباب والطلبة للانخراط في الحزب وتوسيع القاعدة النضالية، كذلك شرح برنامج حزب جبهة التحرير الوطني، كما تعتبر بمثابة رافد من روافد الحزب لاستقطاب أكبر عدد ممكن من هذه الفئة الشبانية التي تعتبر مستقبل الجزائر، وتساهم الأمانة أيضا في ضمان التواصل بين مختلف الأجيال على مستوى الحزب للحفاظ على الرسالة النوفمبرية التي استهدف من أجلها مليون ونصف مليون شهيد. وتعمل الأمانة على تحضير الشباب والطلبة لممارسة السياسة في الحزب وتبوأ المسؤوليات في هياكل الحزب وكذلك المجالس المنتخبة، لأن شباب اليوم متعلم ومثقف وهو حامل لشهادات عليا وبمقدوره أن يقود الحزب مستقبلا، إلى جانب اعتلاء مناصب عليا في الدولة، خاصة إذا نظرنا من جانب الكفاءات وتواجده في المجتمع بما يجعله مؤهلا لتبليغ رسالة الحزب في جميع المجالات وعلى عدة مستويات. هل يمكن لكم الحديث عن انجازات هذه الأمانة التي تعنى بالشباب وكذا النشاطات التي قامت بها منذ تاريخ إنشائها؟ بعد انعقاد المؤتمر التاسع للأفلان، تقرر إنشاء عدة قطاعات يتكفل بها أعضاء المكتب السياسي ومن بينها أمانة الشباب والطلبة، والتي من خلالها أراد الحزب أن يعطي مكانة خاصة للشباب والطلبة والاعتناء بهم وفتح الأبواب لهم على مصرعيها، وتحضيرهم للمستقبل السياسي، فبعد تكليفي بأمانة الشباب والطلبة وتنصيبي عضو مكتب سياسي، بدأت في تنظيم سلسلة من اللقاءات مع الشباب والطلبة وكل من له تجربة في هذا المجال، خاصة منهم الأساتذة ومختلف الأكاديميين، لوضع برنامج وطني لهذه الفئة، خاصة فيما يتعلق بتكوين الشباب والطلبة في عدة مواضيع وحاولنا من خلال هذه اللقاءات فتح الباب أمامهم للمناقشة وإبداء الرأي وطرح انشغالاتهم آنذاك وخصصنا عدة مواضيع حول التكوين من بينها، فن الخطابة والتبليغ السياسي، المعلوماتية وقد وجدنا في هذه اللقاءات صدى كبير لدى الشباب وكذلك تجاوب وتفاعل للمشاركين لا سيما فيما يخص الانخراط في الحزب ووجدنا فيهم كفاءة وقدرة عالية لحمل رسالة الأفلان، مما جعلنا ننظم أكثر من 30 ندوة جهوية.أشرف عليها أساتذة وأكاديميين غير متحزبين. وبعد انتخاب عمرا سعداني، أمينا عاما للأفلان نهاية أوت 2013، حثني هذا الأخير على العمل وبذل مزيد من المجهودات لعقد لقاءات تكوينية للشباب والطلبة وبالفعل سطرنا برنامج وطني يتمثل في تنظيم 10 ندوات جهوية قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، تمحورت حول شرح برنامج رئيس الجمهورية ورئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، هذه اللقاءات شارك فغيها حضور قوي ووجدنا كذلك تجاوب كبير لدى الشباب للقيام بهذه العملية وشرح برنامج الرئيس، وبالفعل كانت هذه الندوات ناجحة بكل المقاييس، حيث توجت بندوة وطنية أشرف عليها الأمين العام شخصيا، بخيمة فندق مزفران بزرالدة، أين شارك فيها أكثر من 3 آلاف شاب مناضل. إلى أي مدى ساهمت أمانة الشباب والطلبة في تنشيط الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة؟ القطاع قام بدور كبير في تنشيط الحملة الانتخابية لصالح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث قمنا بتنصيب خلايا في جميع ولايات الوطن، متفرعة على جميع القسمات، إضافة إلى الحملة الإعلامية التي نشطها شباب الحزب بالمشاركة في أكثر من 56 حصة تلفزيونية و80 لقاء إذاعي. وفي هذا السياق، أقول لكم، إن مديرية الحملة كانت تعتمد على شباب قطاع أمانة الشباب والطلبة وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال والمكلف بالإعلام عبد السلام بوشوارب، وقد أبرزنا من خلال هذا التنشيط كفاءة وقدرة الشباب في شرح برنامج رئيس الجمهورية وكان هناك تجاوب كبير لدى المستمعين لهؤلاء الشباب الذين كانوا قادرين على تبليغ الرسالة وتجنيد المواطنين لحضور مختلف التجمعات عبر كل ولايات الوطن. صرح الأمين العام للحزب بأن انعقاد المؤتمر العاشر لن يكون إلا بعد تعديل الدستور؟ الأمين العام يقول بأن المؤتمر العاشر للأفلان لن يعقد إلا بعد تمرير مشروع تعديل الدستور، وتصريحه موضوعي، لأن المؤتمر يعقد خلال كل 5 سنوات، وبرنامج الحزب أو مواثيقه تستمد روحها من نصوص الدستور وعليه لا يمكن عقد المؤتمر العاشر قبل تعديل الدستور، ونحن على علم أن التعديل قادم قريبا، وهذا حتى تكون مواثيق المؤتمر منسجمة ومتوافقة. نحن غبر مستعجلين في عقد المؤتمر، ففي الوقت الحالي الأولوية لتعديل الدستور لإعطاء كل ذي حق حقه، خاصة وأننا طرحنا أفكار تعني الجميع وليس الأفلان فقط، وهذا إذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي ونحترم صوت الشعب على غرار ما يحدث في الدول المتطورة. هناك من المعارضة من يطالب بحل البرلمان بعد تعديل الدستور، ما تعليقكم؟ الانتخابات تمت والعهدة التشريعية متواصلة إلى غاية 2017، المهم أن نبدأ في بناء ركائز الدولة الجزائرية عن طريق الدستور الجديد، وتكون متماشية ومنسجمة مع المجالس المنتخبة المحلية والوطنية الحالية، ولا يجب أن ننسى أن الأفلان يطالب بنظام برلماني تعطي فيه الصلاحيات للبرلمان لتشكيل الحكومة وبناء دولة مدنية وتكريس مختلف قيم الديمقراطية على غرار حرية التعبير وتحقيق التوازن بين السلطات. ماذا بشان لقاء قيادتي الأفلان والأفافاس؟ عقدت قيادة الأفلان لقاء مع حزب جبهة القوى الاشتراكية وتم التطرق إلى عديد القضايا السياسية الراهنة في انتظار جولة ثانية، ومن جهتنا فإننا ندعم كل مبادرة تكون في مصلحة البلاد ولا نرى مانع من ذلك. عقدتم مؤخرا عدة ندوات جهوية تتعلق ب »مكانة الشباب في الحزب مستقبلا« لماذا ركزتم على هذا الموضوع، وما تقييم لهذه الندوات؟ إدراكا منا بأن شباب اليوم هم مستقبل الغد نسعى جاهدين من اجل إعطاء مكانة لائقة لهذه الشريحة، وذلك قناعة من قيادة الأفلان على رأسها الأمين العام عمار سعداني، الذي يؤكد دوما انه حان الوقت لفتح الباب على مصراعيه للشباب قصد الانخراط في الحزب، ومن ثمة تقلد المسؤوليات في هياكل الأفلان وفي المجالس المنتخبة. ومن جهة أخرى أردنا من خلال تنظيم هذه الندوات الجهوية أن نفتح النقاش مع الشباب ونستمع لانشغالاتهم، من خلال الموضوع السالف الذكر حيث عقدنا 8 ندوات جهوية كانت ناجحة بامتياز من خلال عدد الحضور بعد أن بلغت حوالي 5 آلاف مشارك اغلبهم إطارات، فيما تم تسجيل في بعض اللقاءات حوالي 1500 شاب، وقد وضعنا خلاصة لهذه الندوات وقدمناها للامين العام لعرضها على المكتب السياسي لأخذ القرارات اللازمة، وهنا أريد أن أؤكد أن الحزب يعطي مكانة خاصة للشباب ويعمل جاهدا من اجل إيصالهم إلى بر الأمان وضمان التواصل بين الأجيال. وإذا قمنا بتقييم موضوعي لهذه الندوات فنجد أن المطلوب منا بذل مجهود إضافي لعقد لقاءات أخرى حول مواضيع متعددة ومنحهم الثقة وتنصيب خلايا خاصة بهم للقيام بالعمل السياسي وجميع النشاطات، وأنا شخصيا اكتشفت إطارات كثيرة وهم متحمسون لحمل المشعل. ماذا عن برنامج أمانة الشباب والطلبة خلال السنة الجارية؟ بعد الانتهاء من البرنامج السابق نحن بصدد تحضير برنامج اخر لسنة 2015 سنعرضه على الأمين العام للمصادقة عليه حول موضوع »دور شباب الأفلان في الحياة السياسية«، وذلك من خلال 10 ندوات جهوية الأولى بمحافظة الحجار تشارك فيها محافظات عنابة الطارف تبسةسوق أهراسقالمة وسكيكدة. ندوة بمحافظة سطيف تشارك فيها محافظاتجيجلقسنطينة 1 و2 بوقاعة عين ولمان العلمة وميلة. ندوة بمحافظة المسيلة بمشاركة محافظاتبرج بوعريريج، بوسعادة، بسكرة، باتنة، أريس وبريكة. ندوة بمعسكر تشارك فيها محافظات بشار سعيدة النعامة البيض سيدي بلعباس وعين تموشنت وتلمسان. ندوة بمستغانم تشارك فيها محافظات، وهران، أرزيو، السانيا وغليزان. ندوة بالجلفة تشارك فيها محافظات عين وسارة، تسمسيلت، الأغواط، المدية، تيارت وأفلو. وندوة بمحافظة عين الدفلى تشارك فيها المحافظات الاتية: الشلف تنس بوقادير تيبازة والبليدة. وندوة البويرة تشارك فيها محافظاتبومرداس تيزي وزو الأربعاء ناث ايراثن، عزازقة، بجاية واقبو. وندوة بمحافظة ورقلة تشارك فيها محافظات تقرت، الوادي، وادي ريغ، وغرداية. وأخيرا ندوة تجمع محافظتي تندوف وبشار. على أن تختتم بندوة وطنية تجمع كل المحافظات بالجزائر العاصمة ويشرف عليها الأمين العام عمار سعداني. وهنا أريد أن اذكر بأنه تقرر أيضا عقد ندوات جهوية لأشبال أبناء المناضلين لتحضيرهم وتجنديهم مستقبلا في صفوف الأفلان ومن الممكن أن تتوج بندوة وطنية أيضا بشرف عليها الأمين العام للحزب. البعض يشكك في قوة القاعدة النضالية للأفلان، ما ردكم؟ من يعرف الحزب العتيد لا يمكنه أن يفقه بهذا القول، لأن الأفلان قوي بمناضليه وبقاعدته الشعبية التي منحته الأغلبية في الانتخابات البرلمانية والمخلية، وهو يزداد قوة يوما بعد يوم. كيف تردون على يشككون في شرعية الرئيس بوتفليقة؟ شرعية رئيس الجمهورية خط أحمر، ومن يريد الكرسي عليه أن ينتظر 2019. وماذا عن من يشككون في شرعية قيادة الأفلان الحالية؟ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تمت تزكيته من طرف 291 عضو لجنة مركزية، ويحظى بالشرعية وتأييد ومساندة القواعد النضالية. هناك من يطالبون بتخصيص »كوطة« للشباب في المؤتمر العاشر للحزب، هل أنتم مع هذا الطرح؟ شخصيا لا أؤمن بالكوطات بل أنا مع من يعطي المكانة الكاملة للشباب لإبراز مكانتهم في الميدان لأنهم يملكون القدرات الكافية لإثبات ذاتهم في المؤتمر العاشر، والشرط الوحيد أن أمناء القسمات والمحافظات مطالبون بفتح الباب لهذه الفئة، وإذا أردنا أن نضمن التواصل بين الأجيال علينا أن نمنحهم الفرصة على مستوى جميع هياكل الحزب. ونحن مقبلون على استحقاقات هامة وعلينا أن نوسع القاعدة النضالية للحزب سما فيما يتعلق بالشباب والنساء. هناك من انتقد استحداث محافظات جديدة ما تعليقكم؟ هناك مادة قانونية تعطي للامين العام للحزب الحق في ذلك، حيث أن هذا القرار يدخل في إطار توسيع القاعدة النضالية ومحاربة »احتكار النضال« ومن جانبي أرى استحداث محافظات جديدة قرار ايجابي، حيث حققت بعض المحافظات نتائج مثمرة وشهدت حيوية كبيرة، حيث بدأت بطاقات الانخراط توزع على جميع المناضلين، كما زالت كل الشبهات فيما يتعلق بقضية »الاقصاءات« التي كانت في السابق ذريعة للبعض، كما أننا لم نجد أي معارضة من أي جهة كانت، ماعدا من البعض الذين لم يخالفهم الحظ في الحصول على مناصب فيها.