مع غياب المنافسة الجزائرية على صعيد الدراما نظرا لوجود قناة جزائرية واحدة فقط تبث عملين دراميين، هي القناة العمومية، يجد الجزائريون أنفسهم ينتقلون من قناة إلى أخرى بحثا عن أعمال تضمن له الفرجة والاستمتاع سواء من حيث الإخراج، السيناريو والأداء، وهو ما يتوفر في المسلسل الدرامي المصري ”أفراح القبة”. ”أفراح القبة” مسلسل تجري قصته داخل إحدى الفرق المسرحية خلال حقبة السبعينيات، يعمل ممثلو الفرقة على المشاركة في مسرحية جديدة تحمل اسم ”أفراح القبة”، يكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية في كواليس المسرح، وأن مؤلف المسرحية يعرض أمامهم أسرارهم المشينة التي حدثت بالماضي. يسعى الممثلون لإيقاف هذه المسرحية الفاضحة لهم، لكن مالك الفريق يُصر على استكمال العمل لكي يتطهر من آثام الماضي، ويجد الممثلون أنفسهم مجبرين على الاستمرار في تمثيل أدوارهم الحقيقية. أحداث المسلسل الذى يبدأ من نهايته لتتكشف الأحداث بمدير مسرح يورط ممثليه بالعمل في مسرحية أحداثها حولهم وحول شخصياتهم بكل تناقضاتها وأزماتها، وعلى الرغم من رفضهم لأداء هذه الأدوار، كان لمدير المسرح حيله التي ابتز بها الممثلين الذين تصارعوا في البداية ليكشف عن موت بطلة المسرحية ”تحية عبده” التي تنازع عليها بطلا العمل، ومن هذه اللقطة تبدأ الأحداث لتحكي قصة تحية وما يدور حولها. رواية نجيب محفوظ أعادت للذاكرة العديد من الأعمال الدرامية التي رسمت فيها الشخصيات بطريقة قوية وسلسة، كما اعتمد المسلسل على الفلاش باك في أكثر من حلقة، ولا تستطيع مشاهدة حلقة واحدة منفردة عن باقي الحلقات لأنها سلسلة متواصلة قد لا تفهم شيئا في الحلقة الثالثة دون مشاهدة الحلقتين الأولى والثانية وهكذا. ”تحية عبده” التي تقوم بدورها منى زكي شخصية تحيط بها العديد من الأمور الاجتماعية والرومانسية تلتقط أنفاسك، حينما ترى الأداء الذى تقوم به بين الرومانسية والكوميديا والتراجيديا، ليست منى فقط هي ذات الأداء الأفضل بل الجميع يتنافسون فكل دور من أصغر دور لأكبر دور تجد العديد من التفاصيل الهامة. المسلسل بطولة منى زكي، جمال إسماعيل، إياد نصار، صابرين، رانيا يوسف، صبا مبارك، وسوسن بدر، تأليف نجيب محفوظ، وسيناريو وحوار نشوى زايد، كما كتب محمد أمين راضي بعض حلقاته ورفض كتابة اسمه على تتر المسلسل، وكان راضي قد كتب العديد من الحلقات، إلا أنه تركها قبل نهايتها دون سبب واضح. المسلسل يتابعه جمهور كبير في العالم العربي ويحقق الاجماع بكونه أهم المسلسلات لهذا العام والذي حرص على مشاهدته، كما رآه البعض مسلسلا جريئا إلى حد كبير نظرا لوجود العديد من التعبيرات والجمل الحوارية الجريئة. ولم يبتعد نجاح هذا العمل حتى الآن عن أبطاله فاشتعلت صفحات كل من منى زكي ورانيا يوسف وصبا مبارك عبر تويتر بالتهاني. والعديد من رواد التواصل أعجبوا بالمشاهد الحوارية بين منى زكي وإياد نصار، ومشهدي الرقص بين منى زكي وصبا مبارك، وبين منى زكى ورانيا يوسف، وكذلك عن الأحلام الخاصة بالفتيات التي يحاولون تحقيقها ليفقن على ضياع كل شيء ويعود الحزن يخيم عليهن، ثم تبدأ سلسلة جديدة من الأحلام والتي ربما تتحقق أو تنتهي. في الجزائر يحظى المسلسل بمتابعة كبيرة جدا هو ومسلسل ”باب الحارة”، بالإضافة إلى مسلسلين آخرين هما ”سقوط حر” التي تؤدي فيه دور البطولة نيللي كريم، والمسلسل الآخر بعنوان ”هي ودافنشي” ويتقاسم فيه أدوار البطولة كل من خالد الصاوي وليلى علوي.