بدأت أمس الجمعة في العاصمة البولندية وارسو، أشغال قمة حلف شمال الأطلسي ”الناتو” والتي تتزامن مع إعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتصعيد العلاقات مع روسيا، التي حذرت من أن القمة ستزيد من حدة التوتر في شرق أوروبا. قالت موسكو إنها تمتلك كافة الوسائل والقدرات للرد المناسب على توسع القدرات العسكرية للناتو في شرق أوروبا، لضمان أمنها القومي. ومن المقرر أن يتفق قادة الحلف خلال القمة على نشر 4000 جندي في كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، والتي تشعر بأنها مهددة بسبب الخطوات التي اتخذتها روسيا في أوكرانيا. ومن المتوقع أيضا أن يتم دعم نشر لواء في رومانيا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما غادر واشنطن يوم الخميس متجها إلى العاصمة البولندية وارسو للمشاركة في آخر قمة له بحلف شمال الأطلسي بصفته رئيسا للولايات المتحدة. ويتزامن انعقاد هذه القمة مع تجدد التوتر مع روسيا، ومع الوقعة التي أحدثها تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وقبل مشاركته في اجتماع الاطلسي، أعلن أوباما الأربعاء إبقاء 8400 جندي في أفغانستان حتى عام 2017، ما يعني إبطاء جديدا لوتيرة انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد. وفي مقال كتبه لصحيفة ”فايننشال تايمز”، نشر يوم أمس، طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعضاء الحلف بإبداء ”التزامات إضافية” للتصدي ”للتحديات الاستثنائية” التي يواجهها الناتو، ولفت إلى أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يطرح تساؤلات عدّة حول مستقبل أوروبا، لكنّه أكد على قدرة بريطانيا الحليف الأقرب للولايات المتحدة في أوروبا على تخطي تبعات قرار تأييد الخروج من الاتحاد. وقال أوباما: ”على الرغم من صعوبتها إلا أني واثق من أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيكونان قادرين على الاتفاق على انتقال منظم إلى علاقة جديدة”. وأضاف ”العلاقة المتميزة ين الولاياتالمتحدةوبريطانيا ستستمر. لا شك لدي في أن بريطانيا ستكون واحدة من أكثر الأعضاء فعالية في الناتو”. وتحدث الرئيس الأمريكي في مقاله عن التحديات الأمنية للناتو وذكّر الهجمات الإرهابية التي شنّها ”داعش” على دول الناتو بدءا من أورلاندو الأمريكية ووصولا إلى باريس وبروكسل واسطنبول، فيما تسببت النزعات المشتعلة من إفريقيا إلى سورياوأفغانستان، بموجات الهجرة إلى أوروبا. وتابع أن ”العدوان الروسي ضد أوكرانيا يهدد رؤيتنا لأوروبا متكاملة الأراضي وحرة ومسالمة”. وكتب الرئيس الأمريكي: ”إنني أؤمن بأنه يتعين على أممنا التحلي بالإرادة السياسية، وتقديم التزامات معينة من أجل التصدي لهذه التحديات الاستثنائية، كما أومن بأننا قادرون على رفع تلك التحديات، شريطة تكاتفنا وتوحدنا كحلفاء وشركاء فعليين”. وذكر أوباما بمضمون المادة 5 في معاهدة شمال الأطلسي والخاصة بالدفاع الجماعي عن كل عضو من أعضاء الحلف وطالب دول الحلف بتجديد التزامهم بها. وشدد: ”علينا أن نعزز دفاعات حلفائنا في وسط أوروبا وشرقها، بالإضافة إلى زيادة القدرات على الردع والقدرة على مواجهة المخاطر الجديدة بما في ذلك المخاطر الإلكترونية”. كما دعا أوباما إلى تعميق التعاون في المجال الأمني بين الناتو والاتحاد الأوروبي، وزيادة الدعم لأوكرانيا. وأضاف: ”على الرغم من أن دولنا تبقى منفتحة على علاقة بناءة بقدر أكبر مع روسيا، يجب علينا أن نتفق على إبقاء العقوبات ضد روسيا في مكانها، لحمل موسكو على احترام التزاماتها ضمن اتفاقات مينسك بشكل كامل”.