اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، في لشبونة على إقامة نظام دفاعي جديد مضاد للصواريخ عبر أوروبا ودعوة روسيا للمشاركة فيه، كما أقروا مفهوما استراتيجياً جديدا سيوجه عمل الحلف خلال العشرية المقبلة، واتفقوا على ضرورة الإسراع بتصديق اتفاقية ستارت الروسية الأمريكية لنزع الأسلحة قال الرئيس الأمريكي أوباما على هامش قمة لقادة الناتو تستمر يومين في العاصمة البرتغالية لمناقشة البدء في انسحاب القوات الدولية من أفغانستان وحماية أوروبا من الصواريخ بالتعاون مع روسيا، وتكييف الحلف مع التهديدات الحالية ”أعلن إليكم بسرور أننا للمرة الأولى اتفقنا على تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ سيكون قويا بما يكفي لتغطية الأراضي الأوروبية للحلف الأطلسي مع سكانها، إضافة للولايات المتحدة”. وفي وقت سابق، تعهد أوباما بإحياء الناتو بما يتناسب مع القرن الحادي والعشرين، وتعزيز الشراكة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وبخصوص أفغانستان قال أوباما إنه يتطلع للعمل مع ”شركائنا” في الناتو وقوات المساعدة الدولية لحفظ الأمن في أفغانستان (إيساف) تمهيدا لدخول مرحلة جديدة، وهي نقل المسؤولية الأمنية للأفغان التي تمتد من عام 2011 حتى 2014. وأقر قادة دول الحلف ال28 مفهوما استراتيجياً جديدا سيوجه عمله خلال السنوات العشر المقبلة. وجاء في هذا المفهوم أن القدرة على حماية السكان وأراضي دول الحلف بمواجهة أي هجوم بالصواريخ البالستية ”هو أحد العناصر الأساسية في دفاعنا الجماعي”. وجاء في المفهوم الجديد أيضا ”سنعمل بفعالية على إقامة تعاون مع روسيا ومع شركاء آخرين أوروبيين أطلسيين في مجال الدفاع المضاد للصواريخ”. يشار إلى أن موسكو وجهت انتقادات شديدة لخطط أمريكا إقامة درع صاروخي في أوروبا، معتبرة أنه تهديد مباشر لأمنها القومي، بينما تقول واشنطن إن هدف هذا الدرع هو الحماية من خطر صواريخ تطلق من إيران أو كوريا الشمالية. ومن جهته، قال الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن إنه يتوقع أن تبدأ موسكو وأعضاء الحلف دراسة مشتركة بشأن إمكانية دخول روسيا في نظام الدرع الصاروخي، الأمر الذي قد يلين بشكل كبير الموقف الروسي. وأضاف راسموسن ”إنها فعلا لحظة تاريخية.. حلف الأطلسي مجتمع لا يضاهى للسلام والأمن والقيم المشتركة، لكن العالم يتغير”. وتابع ”نحن نواجه تهديدات وتحديات جديدة وسيضمن هذا المفهوم الاستراتيجي أن يبقى الناتو فعّالا كما كان دوما في الدفاع عن سلامنا وأمننا.. إنه يجدد أيضا الطريقة التي يقوم الحلف من خلالها بالدفاع في القرن ال21”.