رغم الجهود التي تبذلها الجزائر لجلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال المحروقات، والتي لم تتحقق بالشكل الكافي، يبدو أن فنزويلا قد تمكنت من تحقيق ذلك من خلال إغرائها للدب الروسي الذي قرر تكثيف نشاطاته في مجال إنتاج النفط والغاز معها، وظفرها بمشاريع استراتيجية ”مشتركة” في القطاع الطاقوي. يبدو أن انعكاسات أزمة النفط العالمية لم تترك للدول المنتجة خيارا لمواجهتها سوى التعاون والتحالف لإنتاج نفط ”مشترك”، ففي الوقت الذي تقوم الجزائر بمحاولة تنويع اقتصادها وتوجيه استثماراتها لقطاعات خارج مجال المحروقات، لم تجد روسياوفنزويلا من حل سوى تكثيف نشاطهما في مجال النفط من خلال إبرام جملة من الاتفاقيات للرفع من نسبة الإنتاج. وقد وقعت فنزويلاوروسيا نهاية الأسبوع المنصرم عددا من الاتفاقيات المشتركة لتوسيع التعاون في مجال الطاقة. وفي اجتماع عقد في قصر الرئاسة في كاراكاس، أضفى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووزير التعدين والنفط إيلوغيو ديل بينو والمدير التنفيذي لشركة روسنفت إيغور سيتشين الطابع الرسمي على هذه الاتفاقيات. وتركز الاتفاقيات المبرمة بين شركة النفط الوطنية الفنزويلية وشركة روسنفت على الإنتاج المشترك في النفط والغاز والصناعات البيتروكيماوية، وقد بلغت قيمة استثماراتهما المشتركة في فنزويلا بالفعل 20 مليار دولار أمريكي وأقامتا خمسة مشاريع مشتركة تعمل في حزام أرينوكو الذي يحتوي على أكبر احتياطيات مثبتة من الهيدروكربون في العالم. وعقب المراسم، قال ديل بينو للتليفزيون الحكومي الفنزويلي إن المشروعات المشتركة تنتج حاليا حوالي 170 ألف برميل من النفط يوميا، ولكنه يقدر بأنها قد تصل إلى مليون برميل يوميا. وبالإضافة إلى ذلك، وقعت الشركتان اتفاق تدريب ينص على إرسال 30 موظفا فنزويليا لأخذ دورات عالية المستوى في جامعات روسية. كما تسعي فنزويلاوروسيا لإقامة مشاريع مشتركة أخرى تغطي مجالات البنية التحتية والبناء والخدمات لصناعة النفط. من جهة أخرى، أفاد خبراء ومحللون لأسواق النفط في استفتاء نشرت وكالة رويترز نتائجه، أن ارتفاع أسعار الخام هذا العام مازال متوقعا بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد على تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام. وتوقع 29 خبيرا ومحللا اقتصاديا أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 45.51 دولار للبرميل في 2016 بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.20 دولار للبرميل، وبزيادة قدرها 3.55 دولار عن متوسط السعر البالغ 41.96 منذ بداية العام. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة 58.63 دولار للبرميل في 2017 وأن يرتفع إلى 66.28 دولار في 2018، بحسب ما يظهره الاستطلاع. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة 58.63 دولار للبرميل في 2017 وأن يرتفع إلى 66.28 دولار في 2018، بحسب ما يظهره الاستطلاع. وقالت لوانا سيجفريد، المحللة لدى رايموند جيمس، ”نتوقع نمو الطلب العالمي بقوة في 2016 ب 1.4 مليون برميل يوميا ونموا معقولا في 2017 بحوالي 1.1 مليون برميل يوميا، وتقود غالبية هذا الطلب كل من الصين والهند وأفريقيا الأمر الذي سيساعد على ارتفاع الأسعار”. ويعد هذا التقرير التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام برنت. وماتزال أسعار النفط مرتفعة بحوالي 60 بالمائة عن أدنى مستوياتها خلال 13 عاما التي سجلتها في جانفي الماضي، لكنها تراجعت عن المستويات المرتفعة التي تجاوزت 50 دولارا للبرميل في 2016، إذ أن الوفرة المتزايدة في معروض المنتجات المكررة قد تؤدي إلى تخزين المزيد من الخام الزائد عن الحاجة، حسبما يقول محللون. وقال جيورجوس بيليريس، المحلل لدى ”تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس”، إن المعروض العالمي من الخام ما زال أكبر من الطلب، لكن تعطل الإنتاج الذي يحدث في أغلب الحالات بسبب عن القلاقل الجيوسياسية ساعد على تقليص الفائض في الإمدادات.