شهدت الكهوف العجيبة بولاية جيجل إقبالا كبيرا من طرف الزوار والسياح من كل الفئات والأعمار، ما جعلها تعيش أوج عطائها السياحي صيفا. المغارة تمثل أحد أهم المعالم الأثرية بالجزائر، اكتشفت سنة 1917 من طرف عمال الجسور والطرقات أثناء قيامهم بشق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي جيجل وبجاية. وحسب ما صرح به المرشدون السياحيون بالمنطقة، حيث اضطر العمال إلى حفر نفق أدى إلى ظهور هذه التحفة الطبيعية الأثرية، التي تجاوزت شهرتها الحدود، تقع المغارة غرب ولاية جيجل وبالضبط بمحاذاة واد دار الواد وسط ديكور طبيعي خلاب أين يعانق الجبل البحر في لوحة طبيعية خلابة، وقد تشكلت المغارة نتيحة تسرب مياه الأمطار المشبعة بالكلس والأملاح المعدنية صانعة بذلك لوحة يعجز الإنسان عن وصفها، متمثلة في الصواعد الناتجة عن تفاعل المعادن الخفيفة مع الماء والخاضعتان لقانون الجاذبية، بالإضافة إلى أشكال هندسية مختلفة أهمها الشكل الذي أخد اسم الجلالة الله باللغة العربية. ومن بين عجائب هذه التحفة الأثرية كذلك، أن نوازلها وصواعدها تنمو بنسبة 01 سم في القرن، أما عن درجة الحرارة داخل المغارة فهي ثابتة خلال طول فصول السنة، والتي تساوي ترقيم ولاية جيجل 18 ما يجعل الزوار ببرودتها صيفا وودفئها شتاء، في حين تتراوح درجة الرطوبة بين 60 و80 بالمائة. ومن الجماليات التي تشتهر بها المغارة أنها تكتسي بألوان المعادن ,اللون البني لأكسيد الحديد، اللون الأبيض للكلس، أما اللون الأسود والذي يغلب على المغارة فهو ناتج عن لمس الإنسان للصخور والأضواء الناتجة عن آلات التصوير، وهذا ما ثبت عمليا، ما لزم إتخاذ قرار منع تصوير أو لمس التحف الصخرية من طرف الزوار، وقد تعرضت بعض الأشكال إلى التخريب الجزئي خلال فترة الأزمة الأمنية الماضية. أما عن الدخول إلى المغارة فقد أعيد تجديد جسر حديدي لفتح المدخل القديم لها قصد رفع الضغط على المدخل الرئيسي للمغارة، وحسب مصالح حظيرة تازة، والتي تشرف على تسيير المغارة بالتنسيق مع مديرية الغابة لولاية جيجل فإن المغارة تكون مغلقة طيلة شهور السنة إلى غاية الفاتح من ماي، حيث تفتح أبوابها أمام الزوار المتوافدين عليها مقابل تذكرة تقدر ب30 دج للكبار و15 دج للصغار، في حين يكون الدخول مجاني طيلة أشهر السنة بالنسبة للبعثات التعليمية والرحلات المنظمة والوفود الأجنبية، ويصل عدد الزوار يوميا إلى ستة آلاف زائر لهذه المغارة التي تعد بحق أحد المعالم السياحية لعاصمة الكورنيش.