رصدت بلدية القيقبة، الكائنة عند الحدود مع ولايتي باتنةوسطيف، مبلغا ماليا قدره سبعة وخمسون مليون سنتيم لإتمام دراسة تقنية لجلب المياه من القناة الرئيسية الضخمة الواصلة بين بلديتي عين آزال والحامة في ولاية سطيف، والمارة بالقرب من بلدية القيقبة بباتنة. حسب ما أكدة رئيس بلدية القيقبة ل"الفجر"، فإن الدراسة على وشك الانتهاء، لتنطلق الاشغال على أرجح الاحتمالات في الشهر القادم لتوصيل قناة للتموين الى مركز القيقبة. وسيمكن بعد ذلك التزود بثلاثين لترا في الثانية لمدة ثلاثة أيام في الاسبوع، مشيرا إلى أن هذه الكمية ستكفي لتلبية حاجيات سكان المشاتي المنتشرة في ربوع البلدية وتغطية احتياجات مركز البلدية على عدة سنوات. وكان سكان القيقبة قد اشتكوا للوالي خلال زيارة العمل التي قام لها للبلدية مند بداية السنة الجارية، من الإجحاف في الإمدادات اليومية التي تصلهم من المياه الصالحة للشرب، والتي لم تعد تفي بحاجياتهم الحقيقية واليومية مع تصاعد الانقطاعات في عمليات التموين لأسباب ضعف وقدم الشبكات، وطالبوا مديرية الري بالالتزام بمسؤولياتها. ونتيجة للاتصالات التي تمت بين مديريتي الري لكلا الولايتين توصل الطرفان إلى حل يقضي بجلب المياه للقيقبة من عين آزال والبدء في أعمال التنسيق بين المديريتين. يشار إلى أن بلدية القيقبة تتلفي سنويا تهاطلا غزيرا للأمطار الشتوية والفصلية ولكنها تضيع في الخلاء وتذهب الي البلديات الواقعة جنوب الولاية، خصوصا الجزار واولاد عمار وعزيل عبد القادر، عبر الشعاب والوديان في ظل الانعدام الكلي للحواجز المائية والسدود الصغيرة الحجم. كما أضرت هده الوضعية بواقع الفلاحة التي تعتمد علي المياه، حيث تحولت مساحات شاسعة إلى أراض بور لا تستغل على مدار العام وعرضة للقحط والتصحر. ويثير فلاحو القيقبة في كل مرة مسألة الجفاف ونقص المنشآت المائية الثقيلة والمتوسطة الحجم، خصوصا الحواجز المائية التي تتلاءم مع الوضعية الجيوفيزيائية للمنطقة، غير أن هذه المطالب التي تثار منذ السبعينيات لم تجد لحد الساعة طريقها للتجسيد أو الاهتمام بها على الأقل.