تسجل أسعار الأضاحي تراجعا مستمرا كل يوم عن سابقه، فقد انهارت الأسعار هذا الأسبوع بشكل محسوس نتيجة توفر العرض بالمقارنة مع تراجع الطلب، والإجراءات المتخذة للوقوف في وجه السماسرة والوسطاء التي يبدو أنها أتت أكلها، ما جعل أسعار الماشية هذا العام ”استثنائية”. حسب ما كشفه جيلالي غزاوي، رئيس الفدرالية الوطنية للموالين، فقد سجلت أسعار الأضاحي تراجعا محسوسا هذا الأسبوع نتيجة تراجع الطلب بالمقارنة مع العرض الوفير هذا العام، إذ تنهار أسعار الماشية كل يوم نتيجة توفر جملة من العوامل والظروف التي أدت إلى ذلك، على غرار ضعف الإقبال على اقتناء الأضاحي واستحداث نقاط بيع مرخصة ”من المربي إلى المستهلك” التي قطعت الطريق أمام المضاربة بالأسعار. واعتبر ذات المتحدث أن تزامن عيد الأضحى هذه السنة مع الدخول المدرسي واعتبارات أخرى للعائلات الجزائرية محدودة الدخل، أدى إلى تراجع الإقبال على اقتناء الأضاحي، كما يفضل العديد من المواطنين اقتناء الكباش خلال اليومين الأخيرين الذين يسبقان العيد للحصول عليه بأقل ثمن ممكن. هذا وقد جندت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري هذا العام فرقا بيطرية تعمل بنظام ”المناوبة” تجوب مختلف بلديات وأحياء المدن الكبرى، على غرار العاصمة، لمراقبة عملية ذبح الأضاحي وفحص الماشية للوقوف على مدى احترام الشروط الصحية للعملية وتأطير عملية النحر. هذا وقد سبق أن كشف عبد السلام شلغوم، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عن تخصيص 456 نقطة بيع على مستوى 33 ولاية سيتم فيها بيع الأضاحي من الموال إلى المستهلك مباشرة دون وسيط، بهدف وضع حد لكل مضاربة في الأسعار، مع توفير كل الظروف الملائمة الصحية والغذائية والأمنية للموالين وماشيتهم لقطع الطريق أمام الوسطاء، مؤكدا أن الكباش متوفرة بأسعار جد معقولة تصل 22 ألف دينار. واستهجن المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بحر الأسبوع المنصرم، المضاربة في أسعار الأضاحي مع اقتراب كل عيد، مؤكدا أن إطلاق أسواق ”من المربي إلى المستهلك” من شأنها تطويق هؤلاء السماسرة والتقليص من الوساطة في بيع الماشية ما يلهب سعرها كل سنة، إذ يصل عدد الوسطاء إلى 5، قائلا ”يوجد ضحيتان في عملية الوساطة، الموال من جهة والمستهلك من جهة أخرى، وقد قمنا بتأطير عملية إطلاق هذه الأسواق بالتنسيق مع وزارة التجارة والعمل متواصل إلى حد الساعة، فقد تم ضبط كامل الترتيبات اللازمة لانطلاق هذه الأسواق التي يجري تهيئتها”.