أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني, أن التاريخ هو من سينصف ثورة التحرير الوطني وتاريخها الحافل, ردا منه على تصريحات بعض السياسيين اللذين خونوا في شرعية الثورة ورموزها. وقال أمس الوزير على هامش اليوم الدراسي حول الدبلوماسية الجزائرية تحت شعار من دبلوماسية تقرير المصير إلى دبلوماسية تصدير السلام, الذي نظمه مجلس الأمة أمس بالجزائر العاصمة أن ”تصريحات تخوين التاريخ التي أطلقها بعض السياسيين في حق رموزها التاريخية, لن يغفر لها التاريخ. ودعا المؤرخين إلى ”كتابة تاريخ الثورة وإظهار حقائقها لأنهم هم الأجدر بهذه المهمة وليست الوصية التي ينحصر دورها سوى في تموين ورشات هؤلاء المؤرخين يضيف المتحدث”. وبخصوص استرجاع الجماجم الذي توظفه فرنسا مع حلول كل موعد انتخابي, أكد زيتوني أن المفاوضات في شأن الأمر جارية, لاسيما بعد أن كلفت السلطات الجزائرية باسترجاع جماجم الجزائريين لإعادة دفنهم بأرض الوطن, سفير الجزائربفرنسا للتفاوض في هذا الملف الحساس الذي يظهر مرة أخرى مدى بشاعة الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين. وأكد زيتوني على أن مصالحه قد خطت خطوات ايجابية فيما يخص البطاقية الموحدة التي باشرتها منذ عامين تقريبا والتي تشمل البطاقية الاجتماعية والبطاقية الاعتراض والتراث, حيث تم جمع كل الإحصائيات من خلال إجراء مسح شامل عبر التراب الوطني لمقابر الشهداء والمعالم التذكارية ولها صلة بتاريخ الثورة المجيدة, مشيرا إلى وضع حيز الخدمة بطاقة موحدة تعد رصيد الشعب الجزائري. وقال المتحدث بلغة صريحة وواضحة إن فرنسا تتماطل في كل مرة في فتح أبواب المفاوضات بشكل شفاف وجدي من أجل إيجاد حل إيجابي يرضي الطرف الجزائري الذي لن يتخلى عن هذه القضية التي أسقطت القناع الحقيقي للاستعمار الفرنسي الوحشي الذي ألحق أضرارا بالشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية. وأشار ذات المسؤول إلى المسار الذي اتخذتها الدبلوماسية الجزائرية منذ اندلاع الثورة الجزائرية وبالتحديد إلى تاريخ مشاركة الجزائر في مؤتمر باندونغ سنة 1955 التي مكنتها من التوجه إلى الهيئات الدولية, حيث تمكنت الجزائر من إبراز دورها الفعال بعد انضمامها إلى هيئة الأممالمتحدة في 8 أكتوبر من عام 1962, ويضيف قائلا أن ”هذه المحطة التاريخية للجزائر أكدت الدور المحوري والجيو استراتيجي للدبلوماسية الجزائرية الفضة على المستوى العالمي”. وبالعودة إلى فحوى التظاهرة التاريخية, قال إن الجزائر نجحت من خلال دبلوماسيتها في تكريس مكانتها في المحافل الدولية قبل وبعد الاستقلال, وهذا من خلال الإنجازات والانتصارات التي حققتها في سياق التحولات الدولية المختلفة التي عرفها العالم.