دعت سفيرة أندونيسيا بالجزائر يولي مامبوني ويدارسو مختلف أطياف المجتمع الجزائري من مؤرخين ومجاهدين لحضور القمة التي ستنعقد بالجزائر يوم الرابع والعشرين ماي المقبل، إحياءا للذكرى الخامسة والخمسون لانعقاد مؤتمر باندونغ بحضور مستشار الرئيس الأندونيسي ووزير الخارجية مراد مدلسي. السفيرة وفي تدخلها أمس بالندوة التاريخية التي بادرت بتنظيمها جريدة الشعب حول الدبلوماسية الجزائرية من مؤتمر باندونغ على مفاوضات ايفيان 1962، أكّدت ولأنها من جيل الشباب أن جيل الثورة يبعث لنا بأجواء مؤتمر باندونغ التي قالت أنه انعقد بعد عشر سنوات من استقلال أندونيسيا غير أن شعبها ذاق ويلات الحروب والمعاناة القاسية، الأمر الذي جعل حكومتها تدرج في سياستها الخارجية مبدأ الحرية وعدم الانحياز، وهو ما أسفر عنه انعقاد هذا المؤتمر في مدينة باندونغ الاندونيسية لتفعيل سبل التعاون بين شعوب العالم الثالث من قارتي إفريقيا وأسيا، من أجل تقرير مصيرها والتزام الحياد في معركة السباق نحو التسلح، داعية بذلك إلى ضرورة التقيّد بمبادئ مؤتمر باندونغ لتوثيق علاقات التعاون بين الشعوب، مشيرة في سياق حديثها بدور بلادها في ذلك خلال قمة جاكارتا بإصدار وثيقة التعاون بين إفريقيا وآسيا، والتي كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أول المبادرين بالتوقيع عليها. من جهة أخرى وعلى هامش الندوة التاريخية دائما والتي نشطها أساتذة جامعيون ومجاهدون والسفير الجزائري السابق بأندونيسيا أشاد المتدخلون بالدور الفعال الذي جاءت به قرارات مؤتمر باندونغ الذي يعتبر منعرجا حاسما في مسار القضية الجزائرية على الصعيد الديبلوماسي بعد الحرب العالمية الثانية، للإعلان عن صرخة الشعوب حديثة الاستعمار بالتقاء 600 مندوب حكومي يمثلون 29 بلدا منها 14 دولة إفريقية، أين خرج هذا المؤتمر بعشر قرارات تصب كلها فيما جاء به البيان العالمي لحقوق الإنسان، حيث وضع هذا المؤتمر حجر الأساس لحركة عدم الانحياز في التزام الحياد وتجنب الدخول لحرب ضروس أخرى من خلال تجريم الاستعمار والضغط على الدول بخطورة الحروب وهو ما انتهجته الجزائر خلال ثورتها التي انطلقت بعد انعقاد المؤتمر حوالي ستة أشهر، غير أن الانطلاقة الفعلية للثورة كانت بعد انعقاد مؤتمر باندونغ الذي أتاح الفرصة للجزائر بخروج قضيتها من المحلية إلى الصعيد الدولي، مشيدين في ذات الوقت بدور أندونيسيا من خلال دفاع وزير خارجيتها عن القضية الجزائرية في ذلك الوقت باستماتة وهو ما فشلت فيه جامعة الدول العربية خلال نفس الفترة.هذا وقد أكد محمد لحسن زغيدي أستاذ التاريخ بالجامعة الجزائرية، أن الدبلوماسية الجزائرية اليوم ما تزال محافظة على نفس الثوابت الكبرى خلال مؤتمر باندونغ، من عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، احترام سيادة الأخر والالتزام بالدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها كالشعب الفلسطيني والصحراوي.