منعت الأحوال الجوية السيئة التي سادت الموصل، أمس الأربعاء، والتي ترتب عنها ضعف الرؤية، اليوم الأربعاء، مواصلة عملية تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق من الشهر الماضي. حيث أعلنت القوات العراقية تعليق عملياتها العسكرية بشكل مؤقت. وقال اللواء حيدر فاضل من القوات الخاصة العراقية إن قواته "ثبتت في مواقعها على طول الأطراف الشرقية للموصل"، مضيفا أنه لم يكن هنالك تقدم مخطط له أمس، حيث تعيق الرطوبة العالية والغيوم الرؤية أمام الطائرات والطائرات الموجهة. وصمتت الأسلحة على حدود المدينة، رغم سماع أصوات رصاص متقطعة، من مناطق مختلفة، فضلا عن دوي مدفعية الجيش التي تستهدف مواقع التنظيم الإرهابي. يذكر أنّ القوات العراقية وضعت موطئ قدم لها في إحدى ضواحي الموصل، مركز محافظة نينوى في شمال العراق، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين من سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة. وسيطرت القوات الخاصة العراقية على مبنى التلفزيون الحكومي شرق المدينة، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين الجيش ومسلحي التنظيم في الضواحي الشرقية من المدينة. وأبدى مسلحو التنظيم مقاومة شرسة، معتمدين على الصواريخ وقذائف الهاون ورصاص القناصة. وتشهد منطقة كوكجلي الواقعة شرقي مدينة الموصل اشتباكات عنيفة بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب والمسلحين. وتستعد القوات العراقية لعملية يتوقع مراقبون أن تستغرق أسابيع وربما أشهر. وخاض الجيش العراقي مؤخرا حرب شوارع في الموصل بعد أن نجحت القوات المشتركة في كسر تحصينات "داعش" في المدينة. وأفاد مراسلون بأن قطعات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير قرية المنكار شمال ناحية الشورة وقريتي بزونة والبوغلاوين ودخول قرية القاهرة على مشارف حمام العليل جنوب الموصل. وأعلنت قوات الحشد الشعبي، أمس، أنها حررت قرية أم العظام وقرية خبيرات غرب الموصل، في معارك انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى. أعلن الجيش العراقي مقتل أكثر من 100 من عناصر "داعش" بغارات جوية استهدفت خمسة مواقع للتنظيم داخل المدينة. وأشار الجيش في بيان له إلى أن القصف الأعنف استهدف فندق أوبروي نينوى مخلفاً 68 قتيلاً، فيما استهدفت غارة أخرى منطقة الغابات، ما أسفر عن مقتل 29 وإصابة 25 آخرين. كما شنت الطائرات العراقية غارة جوية على مقر ما يعرف ب"ديوان الجند" بولاية نينوى، أدى إلى وقوع 10 قتلى و15 جريحاً، إضافة إلى قصف مستودع للأسلحة والعتاد، أسفر عن 10 قتلى. كما أعلنت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" الأربعاء، أن القطعات العسكرية مستمرة بالتقدم داخل الساحل الأيسر ولا يوجد أي توقف في العمليات. البغدادي يختبئ في الموصل وبخصوص زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي رجح رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، أن يكون البغدادي مختبئا في الموصل، مبينا أن قوات البيشمركة لاحظت أن التنظيم يعتمد في تحركاته قرب الموصل على شبكة واسعة من الأنفاق بهدف التخفي. وقال حسين لصحيفة الأندبندنت البريطانية، إن "حكومة إقليم كردستان لديها معلومات من مصادر متعددة تفيد بأن زعيم داعش أبو بكر البغدادي متواجد في الموصل ويختبئ فيها منذ ثمانية إلى تسعة أشهر"، مبيناً أن "هذا التواجد ربما يكون هدفه دفع أتباعه إلى عدم الانسحاب من المدينة لإطالة أمد المعركة". وأضاف حسين أن "عمليات الاختباء التي يقوم بها قادة داعش غالباً ما تستعين بالإنفاق"، مبيناً أن "قوات البيشمركة لاحظت أن التنظيم يعتمد في تحركاته بقرى قرب الموصل على شبكة واسعة من الأنفاق بهدف التخفي". وكان "داعش" بدأ، أواخر الشهر الماضي، الترويج لخطاب مرتقب لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي المختفي عن المشهد، موضحا أن الترويج يأتي لمواجهة انهيار معنويات عناصر التنظيم. وتواصل القوات الأمنية المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي عملية استعادة الموصل من "داعش"، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم 17 أكتوبر الماضي انطلاق معركة تحرير الموصل من سيطرة داعش. وسيطر "داعش" على الموصل في صيف 2014 في إطار عملية اجتياح مساحات واسعة شمالي العراق، وأصبحت المدينة معقل التنظيم الأول في البلاد.