أثرت تصريحات وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، أول أمس، حول التزام الدول المنتجة للنفط باتفاق الجزائر القاضي بخفض الإنتاج وبدء العمل به بداية من شهر جانفي المقبل، إيجابا على أسعار البترول التي حققت مكاسب بعد خسائر منيت بها لأزيد من أسبوع. ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1٪، مدفوعة ببيان من المنتجين في أوبك أكدوا فيه التزام المنظمة بالاتفاق المبرم في سبتمبر على خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. حيث سجل خام القياس العالمي مزيج برنت 46.12 دولار للبرميل بارتفاع 54 سنتا أو 1.18٪ عن الإغلاق السابق. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 61 سنتا أو 1.38٪ إلى 44.68 دولار. وارتفعت الأسعار مدفوعة بتصريحات الأمين العام ل”أوبك”، أمس الأول، قال فيها إن المنظمة ملتزمة بالاتفاق المبرم في الجزائر لخفض الإنتاج. وقال محمد باركيندو للصحفيين في مؤتمر في أبوظبي ”نحن في أوبك نظل ملتزمين باتفاق الجزائر”، ورغم ذلك يشكك محللون كثيرون في قدرة أوبك على تنسيق خفض الإنتاج”، مضيفا أن السوق ستستعيد توازنها في 2017 مع تطبيق الاتفاق. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتوقع مشاركة روسيا غير العضو في المنظمة في خفض الإنتاج أو تثبيته، قال الأمين العام ”روسيا معنا... لن أكشف عن تفاصيل”. ومن جهته، كشف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أول أمس، على هامش مراسم التوقيع على اتفاقية الشراكة بين سوناطراك والصينيين لإعادة تأهيل مصفاة سيدي رزين، أن اتفاق الجزائر لم يفشل، مؤكدا أن قرار تخفيض الإنتاج سيتم مباشرة تطبيقه فعليا بداية من جانفي المقبل، معربا عن تمنياته أن يتم تخفيض حصة الإنتاج أكثر خلال اجتماع فيينا. من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، خلال مؤتمر أبو ظبي، إن فائض المعروض في أسواق النفط تبدد بالكامل تقريبا، وإن دورة الهبوط بلغت نهايتها. ورأى المزروعي أنه من الضروري مواصلة الاستثمار في القطاع النفطي حتى لا تحدث قفزة كبيرة في الأسعار في غضون ثلاث إلى أربع سنوات. وفي هذا الإطار، قال وزير النفط والغاز العُماني، إن أسواق النفط لا تزال متخمة بالمعروض، وعلى أوبك خفض إنتاجها بنسبة بين 5٪ إلى 10٪. وأضاف محمد بن حمد الرمحي، في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر أدبيك بأبوظبي: ”نعتقد أن السوق وصلت الآن إلى القاع لكن لا نعلم إلى متى سيظل السوق عند هذا القاع”. وسلطنة عمان، غير عضو في ”أوبك”، لكنها كانت من ضمن الدول التي حضرت الاجتماع الأخير للمنظمة في أواخر أكتوبر الماضي. ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعاً بنهاية شهر نوفمبر الجاري، من أجل بحث آليات تنفيذ اتفاق تخفيض الإنتاج، وسط ترقب لمدى إمكانية انضمام المنتجين من خارج المنظمة للاتفاق ويقضي اتفاق الجزائر بأن تخفض أوبك إنتاجها إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا بهدف استعادة التوازن في الأسواق ودعم الأسعار. وبالتزامن مع هذه التصريحات الإيجابية، ارتفعت أسعار النفط العالمية صباح أمس حيث زاد سعر مزيج برنت أكثر من 0.6 دولار ليبلغ 46.20 دولارا للبرميل. وكانت أسعار النفط قد أغلقت تعاملات الأسبوع الماضي عند نحو 45.6 دولارا للبرميل، وسجلت أكبر انخفاض أسبوعي بالنسبة المئوية منذ شهر جانفي الماضي بسبب تزايد الشكوك بشأن اتفاق أوبك وحديث عن خلاف بين إيران والسعودية في اجتماع للخبراء للاتفاق على تنسيق معدلات الإنتاج.