تشهد سواحل ولاية عنابة، ومنذ تحسن الأحوال الجوية، ارتفاعا غير مسبوق لرحلات الحرڤة، حيث أنه ومنذ الخميس الفارط إلى غاية أول أمس نفذ حرس السواحل عمليات أسفرت عن توقيف 112 شاب حراڤ تفرقوا على متن قوارب الموت عبرعدة أميال بحرية، الأمر الذي استدعى تشديد وتيرة الرقابة من أجل منع رحلات الحرڤة التي تعود بقوة للساحل العنابي. اعترض حرس السواحل في ساعة مبكرة من صبيحة أول أمس طريق 22 حراڤا كانوا على متن قارب تقليدي الصنع على بعد عدة أميال بحرية شمال رأس الحمراء، تحديدا بالمنطقة الصخرية المعروفة ب”فيفي”، أين حاول المعنيون الإفلات بتحويل وجهة القارب الذي اعترضته عناصر الدرك بعدما أجبروا الحراڤة على تسليم أنفسهم والعودة إلى اليابسة أين اتخذت الإجراءات الطبية اللازمة للمعنيين وتم تحويلهم للسيد وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم. نفس المشهد ولكن بشكل أكبر كان قد تكرر ليلة الأربعاء إلى الخميس الأسبوع الفارط، حيث أنه وعلى بعد قدر مابين 7 و15 ميلا بحريا، أجبرت قوات حرس السواحل مدعومة بعناصر الدرك الوطني 5 قوارب تقليدية تواجد على متنها 90 شابا تراوحت أعمارهم بين 18 و45 سنة ينحدر معظمهم من ولايتي عنابة والطارف، على الاستسلام والعودة إلى اليابسة، عقب عملية مطاردة ومحاصرة شرسة للقوات الأمنية باستخدام الوحدات العائمة والحوامات لمنع أي تهور من بعض الحراڤة، والذي قد يؤدي إلى حدوث كارثة يكون فيها الحراڤة أنفسهم ضحايا، على غرار سيناريوهات إجبار أصحاب قوارب الموت الحراڤة على رمي أنفسهم في عرض البحر للإفلات من قبضة السلطات الأمنية باستخدام أسلحة بيضاء. واقع ارتفاع وتيرة رحلات الموت في عنابة دفع بالسلطات الأمنية من شرطة، درك وحرس سواحل لرفع الوتيرة الرقابية من خلال قطع الطريق على بارونات تهريب البشر من خلال مباشرة تحقيقات حول أصحاب قوارب الموت، والتي كانت صائفة العام الجاري قد عرفت إتلاف أكثر من 70 منها، للحد منها أو على الأقل التحكم فيها خصوصا مع اقتراب موعد احتفالات رأس السنة في أروبا والتي دائما ما تتزامن وارتفاع عدد رحلات الحرڤة لاستغلال الظرف والانتقال عبر دول أوروبا من خلال الوصول إلى الأرخبيل الإيطالي.