عرفت الجلسة الافتتاحية للجنة البحر الأبيض المتوسط للأممية الاشتراكية التي عقدت بإسبانيا مشادات كلامية بين الوفد الجزائري والمغربي، الدي لم يحتمل وجود الوفد الصحراوي في الاجتماع، والذي لم يكن يفصله عنه سوى مقاعد معدودة فقط. وأفاد نور الدين بلمداح النائب البرلماني عن الجالية في المهجر الحاضر، أن الوفد المغربي المكون من أربعة أشخاص انتابتهم نوبة من ”الهستريا” بعد تدخل الوفد الجزائري وإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية، حيث احتجوا بطريقة غير عادية، وكالعادة استعملوا كل عبارات التزييف المعروفة لدى رجال المخزن في مثل هدا المواقف والمحافل الدولية. وأفاد بلمداح في تصريح ل”الفجر” وهو أحد المشاركين في اللجنة رفقة وفد جزائري أن الحضور الدولي لم يكترث لكلام المغاربة، حيث اعتبروا احتجاجهم لا معنى له خاصة وأن موقف المخزن بات معروفا، مشيرا إلى أن جميع الوفود الدولية المشاركة أقرت بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم. وفي المداخلة التي ألقاها بلمداح والتي أثارت جنون الوفود المغربي أكد ممثل الجزائر أنه ”عكس ادعاءات جيراننا وإخواننا المغاربة فإن الجزائر ليست طرفا في هذا النزاع، ألح وأؤكد على ذلك في 1991 وقع طرفي النزاع الجارين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي على اتفاقية وقف إطلاق النار، كخطوة أولى لمسار قادته الأممالمتحدة يفضي إلى تنظيم استفتاء حر وشفاف يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره بكل حرية، على أمل أن يأخذ المجتمع الدولي مسؤوليته ويتم تنظيم هذا الاستفتاء، لكن هذا المسار مع الأسف أصابه الجمود والوضع الآن في المنطقة ينذر بقرب نشوب حرب عسكرية بين الجارين المغربي والصحراوي، حرب لن تنفع أحدا وعلينا بكل الوسائل تجنبها، ولا سيما من خلال الضغط على المغرب لكي لا يعرقل عمل المينورصو وضرورة تطبيق لوائح الأممالمتحدة وإعطاء الحق للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، الجزائر دائما مع الشرعية الدولية”. وهي العبارات التي أثارت المغاربة الذين لم ينسحبوا هذه المرة، كما عودونا في كل مرة يجدون وفدا صحراويا إلى جانبهم، واكتفوا بالاحتجاج فقط، ما يظهر ضعف الدبلوماسية المغربية التي لا تعرف سوى الاحتجاج بالكلام دون تقديم براهين ملموسة على أرض الواقع. وأفاد بلمداح أن الرد الجزائري كان حاسما أيضا بتمسكه بموقفه وموقع الجزائر شعبا ودولة. وأعربت المنظمة الأممية في بيان لها عن دعمها لعملية الحوار بين أطراف النزاع الصحراوي المغربي الهادف إلى التوصل لحل سياسي دائم تحت رعاية الأممالمتحدة. جاء ذلك خلال البيان الختامي لاجتماع لجنة البحر الأبيض المتوسط التابعة للمنظمة بمدينة ملقا الإسبانية يومي السادس عشر والسابع عشر ديسمبر الجاري، بحضور وفد صحراوي يتكون من ممثلة جبهة البوليساريو بإسبانيا السيدة خيرة بلاهي وممثل الجبهة بالأندلس السيد عابدين بشرايا. وشارك في اللقاء وفود من الجزائر، إسبانيا، قبرص، فرنسا، اليونان، إيطاليا، لبنان، المغرب، موريتانيا، الجبل الأسود، فلسطين، الصحراء الغربية، تونس، تركيا وسوريا.