تؤكد المعلومات المتوفرة أن عمليات تركيب القوائم بين حمس وجبهة التغيير لم تصل إلى حل بعد أن تركت القيادة الحرية على المستوى المحلي، الأمر الذي حتم تأجيل احتفالية الاندماج التي كانت تعول عليها حمس لكسب صدى إعلامي عالمي قبيل التشريعيات. وحسب ما أكده القيادي في حركة مجتمع السلم نعمان لعور، في اتصال مع ”الفجر”، فقد قررت قيادات كل من حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير تأجيل احتفالية الوحدة الاندماجية، بعد أن وجهت دعوات لشخصيات عربية ودولية، على رأسها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي أبدى موافقته من قبل على الحضور، بعد أن أدى له رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري زيارة الأسبوع الفارط، حيث كانت حمس تعول على قيادات عالمية وعربية لكسب الصدى الإعلامي الدولي قبيل التشريعيات، على شاكلة احتفال الوحدة بين كل من حركة النهضة وجبهة والعدالة والتنمية وحركة البناء، إلا أن تأجيل الاحتفالية سيحرمها من حضور عديد الوجوه وفي مقدمتهم رئيس حركة النهضة التونسية. كما كانت حمس قد وجهت سابقا انتقادات لاذعة إلى الإدارة التي لم تقدم لها ترخيصا خاصا بالاحتفالية بقاعة حرشة بالعاصمة. وأرجع محدثنا سبب تأجيل هذه الاحتفالية إلى ما بعد الانتهاء من تركيب القوائم بين حمس والتغيير بعد أن أخذت العملية وقتا، دون أن يقدم محدثنا موعدا محددا للانتهاء من العملية، في حين كان القيادي في حمس قد كشف سابقا ل”الفجر” عن انتهاء تركيبها يوم 25 فيفري القادم. وبالمقابل، نفى نعمان لعور وجود خلافات حقيقية بين حمس والتغيير فيما يتعلق بتركيب القوائم، إلا أنه لمح إلى أن حمس لم تقدم وعود إلى جبهة مناصرة فيما يتعلق بالكوطة وإنما تركت الحرية لاختيار القوائم على المستوى المحلي. بالمقابل، يعيش التحالف الإسلامي الاتحاد نفس الإشكالية، بعد أن عجزت اللجان التقنية المكلفة بإعداد قوائم المترشحين على مستوى الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والتنمية في ثلاث ولايات عن إيجاد تركيبة مرضية لجميع الأطراف فيما يتعلق بإعداد قوائم المترشحين، حيث لم تتوصل إلى الانتهاء من أي قائمة وفي أي ولاية خاصة في العاصمة، بعد احتجاج بعض الأعضاء على متصدري القائمة، وهو الأمر الذي بات يرهن مصير المشروع بعد شهرين من الإعلان عن ميلاده بشعارات هدفها خدمة المواطن وتغليب المصلحة العامة.