l الأدوات المستعملة غير معقمة وأخرى يتم جلبها من النفايات بعد التخلص منها في المستشفيات أكدت مصادرنا أن التحقيق الذي قامت به مصالح الدرك الوطني حول الأمهات العازبات سجل انتشارا للظاهرة، ما جعل عمليات الإجهاض الموجهة لهن أشبه بمشرحات، وهو الأمر الذي أسفر في الثمانية أشهر من سنة 2016 عن تسجيل وفاة أكثر من 70 امرأة بسبب فشل عمليات الإجهاض بعد حملهن غير الشرعي.
تحاول الأمهات العازبات التخلص من الجنين قبلا بكل الطرق غير المشروعة تفاديا للفضيحة. ليواكب انتشار الظاهرة تجرد أطباء وممرضين من أخلاقيات المهنة، الذين يحترفون كذلك إجراء عمليات بالملايين لاسترجاع عذرية الفتاة التي تتلخص في كلمة ”الشرف” بالمجتمعات الشرقية، وهو الذي يتجاوز حدود ”غشاء البكارة”. والتحقيق الذي أعدته مصالح الدرك الوطني السنة الماضية أكد على وفاة أكثر من 70 امرأة حملت بطريقة غير شرعية بعد إجرائها لعملية الإجهاض، لأنها لا تتلاءم مع الشروط الطبية السليمة.. فالأدوات التي يستعملها ”مافيا الإجهاض” غير معقمة وتشمل استعمالات متعددة، مثل شفرات الحلاقة وإبر الحياكة، ناهيك عن جلبها من النفايات بعد أن يتم التخلص منها في المستشفيات بعد أن طالها الصدأ. كما أن بعض الأطباء نفذوا عمليات إجهاض في الثلث الثاني أو الثالث من عمر الجنين، لتضطر الفتيات الحمل غير الشرعي للرضوخ ودفع الملايين مقابل النجاة أوالموت، خاصة أن بعضهن يتفاوضن ولا يعلمن مسبقا كيفية التخلص من الحمل. تطورت وسائل الإجهاض وأصبحت لا تقتصر على العيادات الطبية التي تقوم بها بشكل خفي ليلا أو بعد انصراف الزبائن، لكنها أصبحت تشمل حبوبا يروج لها صيادلة وقابلات تم إلقاء القبض على بعضهم بفضل التحقيقات الأمنية، بتزوير الوصفات الطبية بالاتفاق مع الراغبات في الإجهاض، فتداول أماكن تلك العيادات أشبه بتداول مكان مشعوذ، حيث يتم بشكل حذر ضمانا لسلامتهم، ما جعل تحقيقات الأمن والدرك الوطنيين تدوم لأشهر. والجدير بالذكر أن التحقيقات الأمنية بينت أن الأطباء الذين يقومون بالإجهاض غير الشرعي يتعاملون مع صيادلة لترويج حبوب إجهاض ممنوعة لمدى خطورتها في حال الاستعمال الفردي. ومن النقاط التي تهتم ذات المصالح بالتحقيق فيها تتمثل في الأحياء القصديرية التي تستقطب فيها نساء فتيات قصد التخلص من حملهن غير الشرعي، مقابل 10 ملايين سنتيم أو أكثر، لتكون عمليات ترحيل قاطني هذه البيوت القصديرية في بدايتها بنقاط معينة كاشفة لظاهرة مقززة، حين اكتشف دفن أجنة بين أزقة هذه البيوت أو تحتها بعد ولادتهم بشكل غير شرعي أو إجهاضهم في مراحل متقدمة من الحمل. ومن بين الولايات التي تم القبض فيها على مافيا الإجهاض، حسب ذات التحقيق، الجزائر العاصمة، قسنطينة، سطيف، وتلمسان. صفحات ”فايسبوك” خاصة بالإجهاض أصبح استقطاب الراغبات في الإجهاض يشمل صفحات فايسبوك، أبطالها أطباء يتبادلون المعلومات الخاصة بالزبونة التي يتم توجيهها بكيفية مواعيد العملية وثمنها، التي تكون غير جراحية، أي بأدوية أوأشربة معينة، وتخص الحمل من الشهر الأول إلى ثلاثة أشهر داخل المنزل، أما الشهر الرابع إلى آخر شهر الحمل تكون بعمليات جراحية.