أكد المشاركون في الملتقى الوطني حول أمراض النوم وانقطاع التنفس بوهران من الأطباء ورجال الأمن والدرك الوطني، أن أمراض النوم أصبحت تشكل خطرا كبيرا على السائقين، خاصة سائقي الحافلات والشاحنات والقطارات وغيرها، في ظل ارتفاع حوادث المرور التي باتت تخلّف سنويا 4 آلاف قتيل و4 آلاف شخص معاق سنويا. وطالب المشاركون بضرورة إجراء تشخيص دوري خاصة على سائقي سيارات الأجرة والنقل الجماعي والشاحنات ذات الحمولات الكبيرة، والتي كثيرا ما كانت وراء ارتكاب مجازر في الطرقات بسبب أمراض النوم والنعاس أثناء قيادة المركبة. من جهته كشف بروفسور لالوا صالح، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى الفاتح نوفمبر 54 بوهران، أن 30 بالمائة من حوادث المرور سببها النعاس وأمراض النوم وغيرها، مشيرا إلى أن هناك سائقين ينامون بسبب أمراض أيضا انقطاع التنفس أثناء النوم، ومنه الشخير، وعندما يستيقظون يشعرون بالتعب والرغبة في النوم، وهو ما يشكل خطرا عليهم أثناء السياقة، وبالتالي تقع حوادث جسمانية مميتة، مطالبا بضرورة وضع جهاز اليقظة الذي تبقى تكاليفه باهظة وليس في متناول جميع المرضى، خاصة أن مرض الشخير لم يعد مجرد عرضا من أعراض الإعياء التي تنتاب الشخص أثناء النوم، بعد أن اتضح لأخصائيي أمراض التنفس أنه مرض يحتاج للتحليل والعلاج، بعدما أصبح سببا في الإصابة بأمراض القلب والشرايين نتيجة نقص الأوكسجين المتكرر في التنفس أثناء النوم. كما يسبب الشخير المستمر في اضطرابات في التنفس وفي القفص الصدري وعلى المخ والأعصاب. وأكد الأطباء المشاركين في الملتقى أن اضطرابات النوم أصبحت تعد مشكل صحة عمومية، حيث تعاني منها شريحة واسعة من المواطنين المرضى وغير المرضى. وحسب البروفيسور لالوا صالح، فإن مرض الشخير يؤدي إلى مشاكل صحية حادة مثل تعقيدات القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وجلطة القلب والمخ التي تؤدي إلى الموت المفاجئ، ويستدعي ذلك الطلب تكفلا من قبل الجهات المعنية بالأمر. واعتبر الأخصائيون المشاركون في الملتقى حول أمراض النوم أن ظاهرة الشخير أثناء النوم والمتبوع بضيق في التنفس، مهددا للصحة العمومية، وطالبوا مصالح الضمان الاجتماعي بضرورة إدراجه ضمن الأمراض المتكفل بها، خاصة أنه لا يوجد علاج جراحي للشخير المصاحب لانقطاع التنفس أثناء النوم، والذي أصبح سببا في العديد من المشاكل الصحية.