دعت قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ”أفريكوم” إلى محاصرة عناصر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا والصومال، للحيلولة دون وصولهم إلى أوروبا أو الولاياتالمتحدة عن طريق سلوك معابر خارج الحدود، محذّرة من وصوله إلى دول مجاورة. قال قائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال توماس والدهوسر، في تصريحات للصحفيين، مساء أول أمس، إن داعش والجماعات التابعة له ”يجب أن يبقوا في داخل حدود هاتين الدولتين، بحيث لا يتوسع وجودهم إلى خارج حدودهما، في إشارة إلى دول جوار ليبيا على غرار الجزائرتونس ومصر ودول جوار الصومال”. ووصف والدهوسر تنظيم داعش في شمال إفريقيا بأنه ”تنظيم عالمي”، مقابل وجود ”نواة التنظيم” في العراق وسوريا، وأكد أنه على الرغم من وجود فصائل سياسية مختلفة في كل من ليبيا والصومال فإنها تجمع على هدف واحد هو التخلص من التنظيم بشكل نهائي. وأعرب عن تطلعه إلى ما سيطرح في مؤتمر وزراء دفاع إفريقيا المقرر عقده بألمانيا في 18 أفريل المقبل، لمناقشة طرق الرد على المنظمات الإرهابية، وقبل أيام قليلة قال توماس والدهاوسر إن تنظيم داعش يعيد تجميع صفوفه، رغم خسارته مدينة سرت الليبية. وأضاف ”داعش لم يعد يسيطر على سرت، لكننا نعلم أنه يحاول إعادة تجميع صفوفه، لكن أعدادهم صغيرة، مجموعات صغيرة”، وفق ما نشر الحساب الخاص بقوات ”أفريكوم” على موقع تويتر. وعبَّر والدهاوسر عن قلقه إزاء الوضع في ليبيا، وقال: ”الوضع الحالي في ليبيا منقسم إلى درجة كبيرة. ومن الصعب تحديد الشريك الأقوى حاليًا، وإذا نظرنا إلى استطلاعات الرأي سنجد أن الجيش الليبي يحظى بدعم كبير في الشرق وحكومة الوفاق تحظى بدعم كبير في الغرب”، وفق ما نقل موقع ”ميليتاري تايمز” الأمريكي. يأتي هذا في وقت كان قائد القوات الأمريكية في أفريقيا قد كشف عن استخلاص معلومات حيوية من معسكرات تنظيم ”داعش” التي تم إستهدافها في جانفي الماضي في ليبيا، حيث أسفر هذا الاستهداف عن مقتل 80 عنصرا من التنظيم. وأشار والدهاوسر إلى أن عدد عناصر تنظيم ”داعش” المتبقين في ليبيا لا يتعدى بضعة مئات بعد تراجع أعدادهم من 5 آلاف نتيجة العمليات العسكرية التي نفذتها قوات تابعة لحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب بدعم من القوات الأمريكية. يأتي هذا في وقت تؤكد فيه الجزائر جاهزيتها للتصدي لأي محاولة لاختراق للحدود عبر طول الشريط مع ليبيا، خاصة وأنها جهزت المنطقة بمعدات وأجهزة كشف تحول دون تجوال الإرهابيين أو تهريب السلاح في وقت ازدادت مخاطر التنظيم عالميا.