l الوضع الليبي قد يسهل حركة ”المقاتلين الأجانب” لمنطقة المغرب العربي أكد أمس قائد القوات الأمريكية في أفريقيا ”أفريكوم” توماس والدهاوسر، أن عدم الاستقرار في ليبيا يشكل على المدى القصير تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية وحلفائها في إفريقيا، خاصة دول المغرب العربي وعدد من الدول في الساحل الإفريقي.
أوضح الجنرال فالدهوسر خلال جلسة عقدت أمام لجنة المصالح العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي ونشرت شهادته عبر موقع ”أفريكوم” الإلكتروني أن ”تزايد الميليشيات والخلافات بين مختلف الفصائل في الشرق والغرب قد فاقمت من الوضعية الأمنية” في ليبيا. كما أشار إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا قد سهل حركة ”المقاتلين الأجانب” وقد تمتد إلى تونس ومصر ومنطقة المغرب العربي عموما. وبمنطقة الساحل الافريقي - يؤكد فالدهوسر - أن الولاياتالمتحدة تواصل دعمها لعمليات فرنسا ضد تنظيم القاعدة المغرب وهي تسعى لزيادة تنسيقها مع باريس هذا الملف، مؤكدا أن استتباب الأمن في منطقة الشمال الإفريقي وليبيا خصوصا هو مصلحة للولايات المتحدة وحلفائها. وشدد والدهاوسر خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، ضرورة مواصلة الضغط على تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا التي تحاول تجميع عناصرها من جديد بعد طردهم من سرت. وأبدى المسؤول العسكري الأمريكي قلقه من التدخل الروسي في الملف الليبي، ومن زيارة قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر إلى موسكو. و حذر هاوسر من عدم التوازن في التعامل مع اطراف الصراع وخاصة بين الرئاسي ومجلس النواب، الأمر الذي قال إنه من شأنه أن يحدث مخاطر تزيد من الصراع فى ليبيا معتبراً ذلك تحدياً كبير فى ظل ما وصفها بمحدودية تأثيرهم نحو المصالحة بين المتنافسين السياسيين. وتعهدت ”أفريكوم” على لسان قائدها باستمرار دعم جهود وأنشطة تحقيق الاستقرار في ليبيا عبر الجهات الأمريكية بالتوازي مع الاستمرار في الاستجابة الفعالة لضمان احترام حقوق جميع الليبيين لكونه أمر أساسي للأمن الإقليمي على المدى الطويل، وفق ذات البيان. وختم الجنرال الأمريكي مقتطفا من إيجازه المتعلق بالوضع السياسي قائلاً ”في حين أننا ندرك أن الصراع في ليبيا مستمر لتشكيل حكومة موحدة ندرك أيضا أن تشكيلها لا يزال غير مؤكد وربما لا يتحقق في المستقبل القريب، فيجب إيجاد حل وطني يستوعبه مجلس النواب ضمن إطار الاتفاق السياسي”. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حذر الأسبوع الماضي في رسالة له من ”بؤر التوتر وعدم الاستقرار التي توجد في جوارنا والتي عشش فيها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود يشكلان تحديا أمنيا ما يزال قائما في بلادنا”.