أيدت، أمس، الغرفة الجزائية السادسة بمجلس قضاء العاصمة الأحكام الابتدائية الصادرة عن محكمة الجنح بحسين داي، القاضية بإدانة أربعة أشقاء بين عام وعامين حبسا نافذا بتهمة التعدي بالعنف على أعوان القوة العمومية والتحطيم العمدي لملك الغير. أدانت المحكمة الابتدائية للجنح بحسين داي ثلاثة أشقاء بعامين حبسا نافذا، فيما سلطت عقوبة عام حبسا ضد الرابع ستة أشهر منها حبسا غير نافذ، حيث استأنف هؤلاء فيها لدى النيابة العامة، ليتمسكوا في جلسة محاكمتهم بمجلس قضاء العاصمة بالأقوال التي أدلوا بها أثناء كامل مراحل التحقيق وبمحاكمتهم الأولى. وفي السياق، نسب إلى الأشقاء الأربعة تعديهم على أعوان الأمن بحي الفداء بحسين داي، بعدما تلقت المصالح المختصة معلومات تفيد بتورط أحد الأشخاص في عملية ترويج المخدرات بالحي، حيث أقدم أعوان الأمن على توقيف الأشقاء الأربعة واقتياده لمركز الأمن للتحقيق معه، غير أنه أخلي سبيله بعدها، ليذكر فيما بعد أنه تلقى معاملة غير حسنة وتعرض للسب والشتم وأمره بنزع ملابسه لإخضاعه للتفتيش، ما أثار حفيظته مع باقي أشقائه وسكان الحي الذين أقدموا على رشق أفراد أعوان الأمن بالحجارة ومعدات والآلات وقضبان حديدية جلبوها من أحد المحلات القريبة، ما تسبب في تحطيم الزجاج الأمامي والخلفي لسيارة الشرطة وتعرض أعوان الأمن الذين كان من بينهم ملازم أول ومفتش شرطة لجروح، حسبهم، ليتم نقل أحدهم للمستشفى. وأكد الأشقاء الأربعة في إجابتهم عن أسئلة رئيسة الجلسة عدم ضلوعهم في الأفعال المتابعين بها، مشيرين إلى أن أعوان الأمن أثناء الوقائع تعرضوا لهم بالضرب وشتموهم لما جاءوا لتوقيف شقيقهم. واقتيد الأشقاء الأربعة إلى مركز الشرطة وتمت متابعتهم بالتهم سالفة الذكر، وأوضح دفاعهم في مرافعته بأن موكليه بريئون من الوقائع المنسوبة إليهم، مشيرا إلى التناقضات الواضحة في إفادات أعوان الأمن. الضحايا في الملف لم يحضروا جلسة المحاكمة أمس، واستدل أحد المحامين بتأكيد عون أمن أنه حدث خطأ في عملية توقيف أحد المتهمين، لما وردت إليهم معلومات حول تورط أحد الأشخاص في ترويج المخدرات بحي الفداء بحسين داي، فبدل اقتياد المعني بالأمر إلى مركز الشرطة، تم توقيف أحد أشقائه بدلا عنه. كما ركز محامو الدفاع على تعرض موكليهم إلى سوء المعاملة من طرف أعوان الأمن وهذا من خلال إسماعهم عبارات مهينة أمام منزلهم وصعق أحدهم بصاعق كهربائي. وحدثت فوضى عارمة بالحي، جراء ذلك، حيث أقدم السكان على رشق أعوان الأمن بالحجارة، حسب أوراق الملف والاعتداء عليهم بواسطة مفك براغي ومطرقة، حيث أبدت الشرطة مقاومة لذلك، كما حاول أحد الأشقاء الأربعة الانتحار. وطالب المتهمون بتبرئة ساحتهم من التهم المتابعين بها في آخر أطوار المحاكمة. للإشارة، فقد التمس ممثل النيابة العامة تأييد الأحكام الابتدائية ضد المتابعين في الملف.