l بوتفليقة ينقذ نواب الأفالان بالأحياء السكنية الجديدة تحولت العديد من المحلات التجارية على غرار قصّابات اللحوم والمطاعم والمقاهي والمحلات إلى مداومات للحملة الانتخابية للأحزاب ”الثرية” بالدرجة الأولى، كالأفالان، الأرندي وتاج، فيما يتواصل الهجوم الشرس على اللوحات الإشهارية للانتخابات التي بقيت في بعض المناطق عبارة عن هياكل بدون روح، كما استطلعت ”الفجر” أراء المواطنين اتجاه الانتخابات، فتباينت بين من يتمسك بالتصويت خاصة المرحلين في الأحياء السكنية الجديدة من فئة السكن الاجتماعي، وبين من قرر مقاطعة الاستحقاق القادم بسبب سخطهم عن الوضع العام في البلاد.
”تكاثر” المداومات خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية وحسب الاستطلاع الميداني الذي أجرته ”الفجر” خلال الأسبوع الثالث والأخير للحملة الانتخابية، فقد سجلنا تغير بعض المعطيات الانتخابية، وفي مقدمتها فتح مداومات جديدة بأهم الشوارع وأحياء العاصمة الاستراتيجية، وهي المداومات التي كانت في الأصل مطاعم ومحلات قصابة ومقاه يتردد عليها الموطن باستمرار، وذلك من أجل جلبه لتلك الأماكن. ففي الأبيار مثلا، أجّر حزب الأرندي مطعما ومقهى استراتيجيا في البلدية، معروفا بقربه من السوق وساحة كينيدي والبريد، ويقع في مفترق الطرق الأربعة، وعندما اقتربنا من المداومة الجديدة التي زيّنت بصور متصدر قائمة العاصمة، شهاب صديق، أكد لنا أن المقهى تم كراؤه من أجل استقطاب جميع شباب الحي الذي كان يتردد على المطعم. وتجدر الإشارة إلى أن المطعم كان يحمل اسم ”هم هم”، قبل أن يتم تغيير اسمه ووضع واجهة أرجوانية جديدة حتى لا يكون المكان مبعثا على السخرية. وفي بلدية جسر قسنطينة تحول محل قصابة لبيع الدجاج، إلى مداومة لمترشحي الأرندي، كونها أيضا مكانا يستقطب المواطن المقيم بالبلدية ويشهد إقبالا كبيرا من قبل الزبائن، وقد تم تزيين الواجهة باللافتات الانتخابية للمترشح شهاب صديق، ووضعت طاولات وكراس من أجل استقبال المواطنين ومحاولة إقناعهم ببرنامج مرشحي الحزب. وبذات البلدية، استأجر حزب تاج، قاعة للحفلات، حولها لمداومته انتخابية، وقد وضعت صور لرئيس الحزب لمرشح العاصمة ويشر عبد الغاني في الواجهة الأمامية للقاعة. وبساحة أول ماي، بحي المجمعات السكانية، استأجر عمار غول أيضا محلا لغسل الملابس من أجل تحويله إلى مداومة انتخابية، متواجدا بالقرب من مساحة بيع كبرى ومطاعم وحظيرة للسيارات، وهو حي معروف بحركيته الكبيرة ونشاط شبابه. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للأحزاب ”الثرية”، فقد لجأت الأحزاب متوسطة الدخل والصغيرة إلى كراء مقرات من الدرجة الثانية والثالثة. وكانت أغلبها عبارة عن ”كاراجات” فيلات بأحياء سكنية عادية مثلما هو الأمر بالنسبة لاتحاد النهضة العدالة والبناء، ببلدية الدار البيضاء التي كانت أحد العينات، ونفس الأمر بالنسبة للأحزاب الديمقراطية مثلما هو الأمر بالنسبة للأرسيدي ببلدية الشراڤة، حيث منح أحد الأنصار محله للحزب للترويج لحملته. الإشهار فوضوي مع قرب أجل انتهاء الحملة الانتخابية وإذا كان هذا هو حال المداومات، فإن حال اللوحات الإشهارية مختلف، فقد تواصل خلال الأسبوع الثالث للحملة الانتخابية سخط المواطن على التشهير الانتخابي، مثلما هو الحال ببلدية الدار البيضاء، حيث حول المواطن اللوحات الإشهارية الانتخابية إلى هياكل حديدية بدون روح، ومزق جميع الصور بدون استثناء بشكل يوحي لمن يسلك الطريق المؤدي للمطار بأن هناك رسالة قوية يراد التأكيد عليها، أما ببلدية الجزائر الوسطى وباب الوادي، فقد تم تجنيد شباب من أجل رعاية الملصقات الإشهارية، وتم حماية الملصقات أيضا ببلدية الأبيار من أي تشويه، وكذلك الأمر ببلدية بلوزداد. المرحلون الجدد يتمسكون بالتصويت لصالح حزب الرئيس وببعض الأحياء الجديدة ببلدية عين البنيان غرب العاصمة، اقتربت ”الفجر” من سكان أحياء سكينة اجتماعية جديدة، تطابقت غالبية تصريحات سكانها، فبالحي بوشاقور ”جاءت أغلبية التصريحات، داعية للتصويت وخاصة لحزب جبهة التحرير الوطني، وكان السبب هو حبهم لرئيس الجمهورية الذي منحهم السكن الاجتماعي، علما أن نسبة هامة من سكان هذا الحي هم عمال بالجامعة. أما بجامعة بوزريعة - فرع اللغات، فكان الاتجاه مركزا أكثر على الأحزاب المعارضة وفي مقدمتها الأفافاس والأرسيدي، وأغلبية المستجوبين كانوا طلبة من منطقة القبائل بالدرجة الأولى وآخرون من العاصمة، حيث يرون في الحزبين فضاء للديمقراطية وتقدم الجزائر، فيما تنوعت الآراء الأخرى للطلبة بين المقاطعة والتصويت لصالح الأفالان وحمس بالدرجة الأولى. كما تميز الأسبوع الأخير من الحملة بإلصاق فوضوي للمناشير في فضاءات غير مخصصة للإشهار الانتخابي وسجلت تجاوزات من قبل بعض الأحزاب في اكتساح مساحات منافسيهم. وقال مصدر من الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات في تصريح ل”الفجر” إن الأسبوع الأخير تستغله الأحزاب للتشهير الفوضوي متأثرة بعامل الوقت، حيث سجلت تجاوزات قياسية في مجال الإشهار الفوضوي وتعدي البعض على مساحات الغير.