l الشروع في إعداد قائمة مختارات نصوص مدرسية للأدب الجزائري في المناهج التعليمية الجديدة l ميهوبي: غياب النص الأدبي الجزائري في المناهج التربوية ”مأساة” أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أنه سيتم إعادة النظر في برامج الكتب المدرسية للأطوار الثلاثة، من خلال إدراج نصوص أدبية وبأربعة لغات، كاشفة وجود نقص في النصوص الأدبية للمؤلفين الجزائريين خاصة في الطور الابتدائي التي تقدر بنسبة 2 إلى 4 بالمائة، ليتم تحسين البرامج التعليمية تزامنا مع الدخول المدرسي المقبل. أوضحت المسؤولة الأولى عن قطاع التربية بن غبريط خلال لقاء جمعها بوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس بمقر الوزارة التربية العاصمة بحضور أدباء ومؤلفين، أنه تم تحديد نصوص أدبية جزائرية التي حضرتها اللجنة المختلطة بين قطاعي التربية والثقافة، لإدراجها في المناهج التربوية مع الدخول المدرسي المقبل وبأربعة لغات العربية والفرنسية والإنجليزية وحتى الأمازيغية، حيث أكدت أن هذا الإجراء يدخل في إطار تحسين تنفيذ إصلاح المنظومة الذي أقرّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قائلة: ”لقد وضعت وزارة التربية في صلب سياسيتها القطاعية محورين هما الحوكمة وتحوير البيداغوجية باستناد على عنصر عرضي يتمثل في التكوين وهكذا تم اتخاذ في مجال تحوير البيداغوجية سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز تحكم في أدوات تحصيل البيداغوجية”. وأضافت الوزيرة بن غبريط أنه يجب ”أن نجعل المتعلم يكتسب الكفاءات التي تسمح له بأن يكون منافسا لغيره ويواجه تحديات الألفية الثالثة بدون مركب نفسي”، حيث أكدت أن قطاعها سيعتمد على إجراءات تتمثل في تحسين البرامج التعليمية بعد أن كشفت عن نقص في النصوص الأدبية للمؤلفين الجزائريين خاصة في الطور الابتدائي. وعبرت الوزيرة بن غبريط عن رفضها لهذه السياسة كونها لا تخدم التلميذ باعتباره أنه لا يبدي حماسا فيما يقرأ وفيما يقدم له من أدب وثقافة ومن تراث، ما جعل من وزارة التربية إلى ضرورة اتخاذ قرار إدخال نسبة أكثر من المؤلفين في المناهج التعليمة. ودعت بن غبريط إلى ضرورة تقاسم المسؤولية في إعطاء فرصة ودور أول لأدباء المؤلفين، مشيرة في السياق ذاته أنه تم الاتفاق مع وزارة التربية التونسية لطلب مرافقة لإعداد قائمة الملفات الأدبية المرجعية التي يمكن على كل تلميذ الجزائري مواطن الغد معرفتها، وكذا لإعداد مختارات المدرسية لكل طور من الأطوار التعليمية الثلاثة، مشيرة إلى أن سيتم توسيع الاستشارة حتى يتسنى للقطاع إعطاء فرصة لكل المنتجين والأدباء والمؤلفين في الميدان تثمينا للذكاء الجزائري، وكذا إعطاء المرجعية الجزائرية المكانة التي تليق بها، كما أضافت أنه يجب مرافقة المتعلم حتى يتمكن من بناء هويته الأدبية من خلال قراءته للمؤلفات الجزائرية، مؤكدة أن حضور الأدبيين لهذا اللقاء يعبّر عن استعدادهم وإرادتهم في مرافقة الوزارة في إعداد المختارات الأدبية المدرسية الجزائرية. وأعلنت بن غبريط -وامتدادا لهذا المشروع وبتعاون مع وزارة الثقافة- أن قطاع التربية ينوي تنظيم مسابقتين وطنيتين لفائدة المبدعين الجزائريين والتي تتعلق الأولى بأدب الأطفال والشباب، فيما تتعلق الثانية بأغاني الأطفال، مؤكدة أن الهدف من تنظيم هاتين المسابقتين هو ترسيخ المرجعية الوطنية الثقافية لدى التلاميذ وتعزيز بافتخارهم بجزائريتهم إلى جانب تزويد المكتبات المدرسية بمؤلفات ذات الجودة. ميهوبي يعتبر غياب النص الأدبي الجزائري في المناهج التربوية ”مأساة” من جهته اعتبر وزير الثقافة نور الدين ميهوبي خلال لقائه بوزيرة التربية نورية بن غبريط أن قطاعها يقوم بعمل منهجي كثيف في سبيل تعميق الإصلاحات التي تطال المدرسة الجزائرية في كل أبعادها خدمة لمستقبل أبنائنا وترقية لأداء المنظومة التربوية التي تعتبر حجر الأساس في تطور المجتمع وفي ضمان التنمية المستدامة. مشيرا إلى أن غياب النص الأدبي الجزائري في المناهج التربوية في مختلف الأطوار يعد مأساة حقيقة بالنسبة للمثقفين والمبدعين ولأطفال الجزائر، داعيا من التلاميذ بعدم متابعة النصوص عبر مواقع الانترنت والاعتماد على المكتبات الوطنية. وأكد ميهوبي أن تجسيد هذه الفكرة وتعميق المناهج بكثير من النصوص الأدبية الجزائرية سيرفع من نسبة إدراجها في المناهج والتي لا تتراوح حاليا بين 2 إلى 4 بالمائة، معتبرا أنه رقم مخجل بالنسبة للقطاعين.